بيًن الدكتور وليد جاب الله ، الخبير الإقتصادي ،أن طرق التبادل بين البشر تطورت منذ فجر التاريخ، حيث بدأت بالمقايضة، ثم تطورت للنقود المعدنية، ثم النقود الورقية التي تستند إلى غطاء معدني ثم النقود الورقية التي يحدد اقتصاد الدولة قوتها، حتى وصلنا إلى مرحلة التبادل عن طريق النقود الإلكترونية المستندة إلى عملة حقيقية من خلال بطاقات الائتمان (الفيزا كارت) المتنوعة، لتظهر وتنتشر أيضًا عملات إلكترونية جديد أشهرها ما يطلق عليها البيتكوين علي حد تعبيره. وقال جاب الله في تصريحات خاصة ل"صدي البلد " :إذا كانت بطاقات الائتمان هي نقود إلكترونية تصدر من هيئات نظامية وتستند إلى نقود حقيقية، فقد انطلق خيال مبرمجين الإنترنت إلى اختراع عملة خاصة بهم بعيدًا عن التنظيم الحكومي تكون مقبولة لدى التبادل التجاري عبر الإنترنت، وقد ظهرت محاولات عديدة لذلك خلال فترة التسعينات، إلا أنه ومع ظهور الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وحدوث تراجع ثقة كبير في المؤسسات المالية العالمية، قد نتج عن هذا الأمر أن تصدى أحد مبرمجي الكمبيوتر لاختراع عملة البيتكوين الالكترونية الافتراضية التي تخرج عن التنظيم الحكومي، تاركا برنامج إصدارها مفتوحا ليخضع للتطوير من غيره من المطورين، وهو ما تم بالفعل وتكون نظام التبادل التجاري عبر الإنترنت المقبول بعملة بيتكوين التي انطلقت عام 2009". وأوضح جاب الله أن البيتكوين هي عملة وهمية افتراضية مشفرة، لا تصدر من هيئة نظامية، حيث ظهرت كنتاج لتطور الحركة المالية والتجارية عبر الإنترنت، نافيا الوجود المادي لهذه العملة حتى الأن وإنما هي بمثابة أكواد تمثل معيار للقيمة ووسيط في التعامل عبر الإنترنت من خلال البنوك الإلكترونية، وهي ليست العملة الافتراضية الوحيدة وإنما هي الأشهر بين عملات مثل ( لايتكوين، ودوجي كويك، ونوفاكوين، ونيموكوين، وبيركوين، وفزر كوين). واضاف الخبير الإقتصادي " ولعل شهرة البيتكوين ترجع إلى كونها الأكثر قبولا لدي العديد من المتاجر الإلكترونية، والأكثر قدرة على إعادة تحويلها لعملة تقليدية ببيعها إلى من يشتريها بما يعادلها من عملات تقليدية حيث كانت قيمة عملة البيتكوين زهيدة في بدية إصدارها عام2009". كما استطرد "إن تلك العملة اكتسبت قوتها بقدر تراجع الثقة في المؤسسات المالية في تلك الفترة، ومع مرور السنوات اتسع نطاق قبول تلك العملة، إلى أن اكتسبت المزيد من القوة الناتجة من عدم الاستقرار السياسي والركود الاقتصادي الذي يسود العالم خلال الفترة الأخيرة، والذي أدى إلى تراجع الثقة في العملات التقليدية التي تصدرها الحكومات لصالح العملات الافتراضية والتي من أهمها عملة البيتكوين مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بصورة قياسية مع تزايد رغبة الكثيرين من التخلص من عملاتهم التقليدية خشية فقدانها لقيمتها، واللجوء للعملات الافتراضية المتزايدة قيمتها منذ إصدارها والتي يتسع نطاقها مع الأيام". وألمح الي أن المشكلة الحقيقية أن البيتكوين، وغيرها من العملات الافتراضية، هي أنها عملات مجهولة المصدر وليس لها مظهر ملموس، ولا جهة يمكن الرجوع إليها، ولا توجد ألية واضحة للتعامل مع هذه العملة في حالة حدوث فقاعة وانخفاض كبير في قيمتها بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية. وأتم الخبير الإقتصادي تصريحه قائلا "على مستوى العالم لم تعترف بهذه العملة سوى دولة ألمانيا، بالتالي فإنه ومع تسليمنا بأن تطور العملات في المستقبل ربما يفوق الخيال، إلا أننا نحذر من التعامل بهذه العملة في المرحلة الحالية حيث يعتبر التعامل بها بمثابة مغامرة ومسؤولية شخصية لمن يقوم بذلك ولن يجد من يدعمه أو يتعامل مع ثمة مشكلات تواجه هذه العملة مستقبلا، حيث يضع ثروته عرضه لتجارب بعض المطورين المجهولين".