بدلت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي، تصريحاتها التي أدلت بها بها أمام الكونجرس الصيف المنقضي، بأن قطر تمول حركة حماس الفلسطينية، وهي الجماعة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، لتصدر تصريحات جديدة تزعم فيها أن الإمارة الغنية بالطاقة «لا تمول حماس». وتأتي تصريحات هالي، على النقيض مما ورد مسبقا عنها في مذكرة أرسلتها إلى الكونجرس تحت ضغط متباين من مركزين متنافسين للقوة في الإدارة الأمريكية حيث البيت الأبيض الذي يتمتع بجميع المزايا تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعم موقف السعودية والدول الراعية للحرب على الإرهاب من قطر، في مقابل تأييد وزير خارجيته ريكس تيلرسون لجانب الدوحة. ووفقا لتقرير نشره موقع «ذا باظ فييد» الإخباري الأمريكي فإن وزير الخارجية الأمريكي يسعى؛ لتوحيد الأطراف المتنافسة، في إدارة ترامب خلف سياسة مشتركة في شأن أزمة مقاطعة قطر، والتي اندلعت منذ 5 يونيو الماضي، عندما أعلنت دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع قطر على خلفية دعمها للإرهاب، ما أدى إلى تبني كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وجهات نظر مختلفة في النزاع الخليجي. واعتبر الرئيس دونالد ترامب ومساعدوه الرئيسيين، بمن فيهم هالي والمستشار الاستراتيجي آنذاك ستيفن بانون، النزاع في البداية "فرصة" للضغط على قطر لدعمها للجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان - وهو ما تدعمه قطر. وفى الوقت نفسه، يرى تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، أن الحصار يشكل تهديدا للاستقرار فى المنطقة والقاعدة الجوية الأمريكية فى قطر التى تعد أكبر تجمع للجنود الأمريكيين فى الشرق الأوسط. وفي 28 يونيو، كررت «هالي» التصريح بأن قطر «تمول حماس» خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ما أثار أسئلة مكتوبة للمتابعة من موظفي الكونجرس تسأل عما إذا كانت الولاياتالمتحدة على علم بمدفوعات الحكومة القطرية للمجموعة. وأضافت «هالي» في مذکرة لمجلس النواب الأمريكي إن "الحکومة القطرية لا تمول حماس، إلا أنها تسمح للممثلين السياسيين لحماس بأن يکونوا مقيمين في أراضيها، وهو ما تعتقد قطر بأنه يحد من نفوذ إيران والضغط علي حماس». وأضافت «أن قطر ملزمة باتخاذ إجراءات ضد تمويل الإرهاب، بما في ذلك إغلاق حسابات بنك حماس». وقال المحللون، إن التصريحات المنقحة تبرز الانفصال بين سياسة وزارة الخارجية الأمريكية وخطاب البيت الأبيض المحاط بالنزاع الدبلوماسى. ولم يتمكن «تيلرسون» من الإبلاغ عن أى تقدم فى حل الأزمة التى استمرت نحو خمسة أشهر عقب رحلته إلى عاصمتى السعودية وقطر الأسبوع الماضى. وفى مقابلة أجريت يوم الخميس الماضى، اتهم الدبلوماسى الأمريكى الكبير الدول الأربع التى اصطفت ضد قطر، بما فيها مصر والبحرين، بعدم تحقيق تقدم فى المفاوضات. وقال تيلرسون ل«بلومبرج نيوز»: "يبدو أن هناك رغبة حقيقية من جانب بعض الأطراف في الانخراط» مضيفا «أن الأمر يعود إلى قيادة اللجنة الرباعية عندما يريدون التفاوض مع قطر». ووفقا لتصريحات «بروس ريدل» الباحث في معهد بروكينجز «فإن إجابات هالي تؤكد الخلافات حول هذه المسألة بين وزير الخارجية الذي يريد التوفيق بين السعودية وقطر والبيت الأبيض الذي يدعم السعودية 100٪» وأضاف «أن هالي تقع بين مركزين متنافسين للقوة حيث يتمتع البيت الأبيض بجميع المزايا».