قال العميد يسري عمارة ، أحد ابطال حرب أكتوبر المجيدة والضابط الذى أسر عساف ياجوري الإسرائيلى ، إن حرب الإستنزاف كان لها أثر بالغ فى نفوس الجنود المصريين وكانت درسا فى كيفية التعامل مع المواقف العصيبة والصعبة. وأوضح "عمارة" في تصريحات خاصة ل" صدي البلد" أن الظروف الصعبة التى عاصروها خلال نكسة 67 أهلتهم لخوض حرب أكتوبر وإحراز انتصار كبير على العدو الاسرائيلى رغم تفوق إسرائيل، مشيرًا الى أن حب الوطن والانتقام من العدو والثأر للهزيمة وإنكار الذات والفداء والتضحية كانوا من أهم العوامل التى ساعدتهم على الانتصار. وتابع "عمارة" ، فى يوم 6 اكتوبر كنا مستعدين للحرب وجمعنا العقيد محمود جلال مروان وتم إبلاغنا ان العبور الساعة 2 ظهرا وكنا شمال الاسماعيلية فى منطقة "الفردان" وانطلقت صيحتنا الله اكبر واتجهنا نحو القناة وكانت الطائرات تحلق فوق رءوسنا وكأن قادتها يوجهون لنا التحية ويبعثون لنا برسالة طمأنة مفادها هزمنا العدو وبعدها وصلنا الى الضفة الغربية للقناة . وأضاف "عمارة"، إنه فى حرب الاستنزاف خطط القادة لخطف أسير اسرائيلى من الضفة الشرقية يوم 29/12/69، حيث كانت تعبر دورية فى غضون الساعة 3 ونصف عصرا بقيادة النقيب احمد ابراهيم قائد سرية الاستطلاع للواء 117 مشاة ميكانيكا وعبروا القناة وتجولوا فى سيناء حوالى كيلو ونصف الكيلو تقريبا وحفروا حفرا برميلية على طريق الاسفلت شرق القناة وتم ابلاغهم ان هناك هدفا عبارة عن سيارة جيب وبالتالى تم أسر اول ضابط اسرائيلى وكان اول اسرائيلى يصل الجبهة المصرية ويدعى « دان افيدان شمعون» وكان مصابا وتم علاجه فى مصر وتم تبادله فى اول دفعة تبادل اسرى وتم ترقيته حتى اصبح نائب رئيس جهاز الموساد الاسرائيلى. وتابع: " وفى يوم 8 اكتوبر والذى اطلق عليه الاسرائيليون«الأثنين الاسود» لكثرة الخسائر التى تكبدها فى هذا اليوم تلقينا بلاغا من قائد الفرقة ونصبنا كمينا فدمرنا 73 دبابة فى اقل من ثلث الساعة, وكنت فى حرب اكتوبر برتبة نقيب وكنت قائد السرية المضادة للدبابات فقمت بقطر المدفع عن طريق مدرعة فوجدت ضابطا اسرائيليا واندفعت وقفزت عليه وتمكنت منه وقتلته وهجم على اثنان اخران لولا ان صرخ الجندى محمد حسان من خلفى وقال لى « حاسب يا فندم » فقتلهما هذا الجندى الشجاع وتمكنا من أسر 4 آخرين وتسليمهم الى قائد اللواء منهم العقيد عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع اسرائيلي، وكرمتنى الدولة وحصلت على وسام النجمة العسكرية.