أكد جيمي كارتر، رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق خلال لقائه الإمام الاكبر بمشيخة الأزهر اليوم أنَّ حرمان الفلسطينيين من حقوقهم جريمة كبرى ارتُكِبت في حقهم، بينما العالم بأسْره يقف مشاهدًا لما يحدث من مآسٍ ومحن لا تُحتَمل. وأبدى وفد الحكماء المرافق لكارتر إعجابهم بالثورة المصرية التي بهرت العالم بسلميَّتها ونبل أهدافها، وكذلك تطلُّعهم لتحقيق كل أهدافها. وأشادوا بدور الأزهر الشريف منذ بدايات الثورة وإدارته الحكيمة والرشيدة لحوارات مثمرة مع كلِّ أطياف الحياة العقلية والعلمية والدينية والسياسية في مصر؛ مما تمخض عنه وثيقة الأزهر، والتي أسهم فيها علماء وكبار مفكري مصر، مسلمون ومسيحيون، شبابًا وشيوخًا، رجالاً ونساء، ثم تلَتْها منظومة الحريات الأربع الأساسية: حرية العقيدة، وحرية التعبير عن الرأي، وحرية البحث العلمي، وحرية الإبداع، وقد لقيت هاتان الوثيقتان إعجاب الشعب المصري والعالم العربي والغرب كذلك. والتحق كبار أعضاء بيت العائلة بالاجتماع، وقام فضيلة الإمام الأكبر بالتعريف بالدور المحوري لبيت العائلة لمواجهة وحل القضايا التي أُنشِئ من أجلها، وفي مقدمتها إصلاح الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي، ودراسة علمية موضوعية لمشاكل ما يسمى بالاحتقان الطائفي، مع اقتراح حلول عملية لها والتواصل مع أجهزة الدولة لتحقيق هذه الحلول. وتناول اللقاء إعداد وثيقة المرأة وحقوقها في مصر، وسوف تُعلَن عقب عيد الأضحى، وبدأ العمل في إعداد وثيقة المواطنة، وما زال الأزهر مفتوحًا للحوار في سبيل تجميع شعب مصر كله حول جهود تحقيق الاستقرار والتنمية والأمان والنهوض بالمجتمع المصري. المشكلة الفلسطينية. وأعلن فضيلة الإمام الأكبر أنها لب المشاكل في المنطقة، ولا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا على أساس سلام دائم وعادل وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، واتفق الجميع على ضرورة الامتثال لقيام دولة مستقلَّة للفلسطينيين؛ لرفع الظلم عن الفلسطينيين كأساسٍ لحل كل مشاكل العنف في المنطقة. وانتقد الأزهر انحياز الغرب الدائم للكيان الصهيوني، وأكد الوفدُ والرئيس كارتر على أنَّ الاستمرار في إقامة المستوطنات على أرض فلسطين هو العقبة الكَئُود أمام مباحثات السلام، ووعد وفد الحكماء ببذل المزيد من الجهود للضغط على إسرائيل. وأشاد فضيلة الإمام الأكبر بصراحة الرئيس كارتر وتبنيه لمواقف العدل وحقوق الإنسان، متمنيًا من جميع السَّاسة تبني مثل تلك المواقف الرائدة؛ حتى يمكن نشر العدل والسلام في كافَّة ربوع العالم. حضر اللقاء كل من: د. محمود زقزوق، د. صفوت البياضي، رئيس الطائفة الإنجيلية، ود. منير حنا، رئيس الطائفة الإنجليكانية، والأنبا يوحنا قلتة، نائب بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية، والأنبا أرميا، سكرتير البابا، ود. بكر زكي عوض، ود. مصطفى الفقي، ود. محمود عزب، ود. حامد أبو طالب.