تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الثلاثاء، التقرير السنوي ال53، لمؤسسة النقد العربي السعودي الذي يستعرض التطورات الاقتصادية والمالية في المملكة خلال عام 2016. وحسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه بقصر السلام في جدة اليوم محمد الجدعان وزير المالية والدكتور أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي ووكلاء المحافظ. ونوه خادم الحرمين الشريفين بما تبذله مؤسسة النقد العربي السعودي من جهود لخدمة الاقتصاد الوطني، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح. وألقى محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي كلمة قال فيها "شهد عام 2016 العديد من التطورات الاقتصادية، حيث تراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي من نحو 3.4% في 2015 إلى حوالي 3.1% في عام 2016 كما أدت عوامل العرض والطلب في سوق النفط العالمية إلى انخفاض متوسط أسعار النفط العربي الخفيف بنسبة 18% ليبلغ حوالي 41 دولارا للبرميل في 2016 وعلى الرغم من ذلك فقد حقق الاقتصاد الوطني نموا إيجابيا بلغت نسبته 1.7% حيث حرصت قيادتكم الرشيدة على المحافظة على الارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين مما تطلب الإبقاء على وتيرة الإنفاق ليبلغ ما تم إنفاقه خلال العام نحو 830.5 مليار ريال وقد ساهم ذلك في تخفيف أثر انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد المحلي وعلى الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين". وأضاف: "شهد الاقتصاد المحلي خلال الربع الأول من العام الجاري نموا سالبا في الناتج المحلي بالأسعار الثابتة بلغ حوالي 0.5% وذلك نتيجة للتراجع في نمو القطاع النفطي إلا أن القطاع الخاص غير النفطي حقق نموا إيجابيًا بلغ حوالي 1% وسجل الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة ارتفاعا بلغ نحو 3.5% مقارنة بنحو 2.2% في 2015 وعلى الرغم من الارتفاع في 2016". وتابع: "إلا أن معدل التضخم عاد إلى التراجع في 2017 فقد بلغ متوسط الثمانية الأشهر الأولى منه 0.4% بالسالب ويشهد الاقتصاد الوطني اليوم تحولا باتجاه تعزيز البنية الاقتصادية والعمل على عدد من المبادرات الاستراتيجية للوصول إلى اقتصاد واعد يتسم بالاستدامة وتنوع الإنتاج وتوفير الفرص الوظيفية والتكيف والتنافس في الأسواق العالمية". وأوضح أن واقع التجارب الدولية في الإصلاحات الاقتصادية يؤكد أن التطورات الهيكلية الهامة والواعدة التي يمر بها الاقتصاد السعودي حاليًا يحتاج لوقت أطول لاستيعاب وتفاعل وتكيف مختلف قطاعات الاقتصاد إيجابيا.