تعرف على قصة «بنت الذوات» المتسولة بالشارع لمساعدة المحتاجين والفقراء.. فيديو

وسط العتمة هناك دائمًا تجد بصيصًا من نور أراد له الله أن يستمر مُشتعلاً ليُضيء به الطريق للتائهين والمُهمشين ومن يعانون من العوز والحاجة، هذا الضوء تمثل فى "ليليان حشمت" ذات ال 17 ربيعًا خريجة إحدى المدارس الأجنبية بحى الزمالك التى التقتها كاميرا "صدى البلد" مُصادفة بأحد شوارع المهندسين الجانبية تجمع التبرعات لمُساعدة المحتاجين.
تتحرّك "ليليان" فى هدوء مع ابتسامة ملؤها الخجل تمسك فى يديها "علبة" من البلاستك تحتوى على مبلغ كبير من المال، يظهر ذلك من فئة العُملة التى بداخلها "5 جنيهات، 10 جنيهات، 50 جنيهًا، 100 جنيه، 200 جنيه"، تسأل بعفوية تامة كل من يمر أمامها هل يمكنك أن تشارك معنا؟... تبرّع بأى مبلغ لمساعدة محتاج.
بحسب كلامها يراها البعض "متسولة" ويردون على طلبها بقول "الله يسهلك"، دون النظر إلى ملامحها وإذا ما كانت فقيرة فعلاً وتحتاج للمال، أما أنها ابنة ذوات وقفت لتجمع المال لمساعدة غيرها كما يراها البعض الآخر وهو ما جذبنا لها بعد ما طلبت منّا ونحن نمر أمامها التبرّع، وهى تقف بناصية أحد الشوارع الجانبية التى لا يُفضّلها كثيرًا من يتسولون المال.
تقول "ليليان" إنها ابنة محاسب كبير وتلقت تعليمها بإحدى المدارس الأجنبية بمصر الجديدة ثم تركتها وارتادت مدرسة أخرى بحى الزمالك كما أن والدها عضو بأحد الأندية الكبيرة بمنطقة المهندسين ولا تحتاج للمال -كما يتخيل بعض من يمر بها ويراها تطلب التبرع بالمال والمشاركة فى الحملة التى تقوم بها بالتعاون مع زملائها بنفس المدرسة.
"ليليان" تضيف: تعودت منذ الصغر أن أجمع أنا وأصدقائى بالنادى المال ونقوم بالتبرع به للمحتاجين.. كنّا نقوم بذلك بشكل يومى وبعد دخولى المدرسة وجدت أنهم يقومون بنفس العمل أيضًا حيث يتوزع الطلاب المشاركون فى حملة جمع التبرعات بمناطق عدة ويجمعون مبالغ لا بأس بها نوزعها فيما بعد على المحتاجين فى شكل مساهمات مادية أو شراء احتياجات تنقصهم "دواء، أكل، ماء... " أو نستخدمها فى عمل رحلات ترفيهية لهم.
"ليليان" التى تسكن بأحد الشوارع المعروفة بالمهندسين تقول إنها تجمع أحيانا فى اليوم الواحد ما بين 1000 جنيه و2000 جنيه ولفتت إلى أن أحد الأشخاص سألها ذات مرة ماذا تفعلى؟ فقالت له أجمع تبرعات للمحتاجين فتبرع لها بمبلغ 21 ألف جنيه قامت بتوصيلها لعدد من الأسر الفقيرة والمستشفيات ودور الأيتام.
"ليليان" قالت إن أباها وأمها على علم تام بما تقوم به وأحيانًا كثيرة يُساهمان معها.