أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأزمة الخليجية تمثل الهاجس الأكبر لإدارة دونالد ترامب، موضحة أن المسئولين الأمريكيين بدأوا يستشعرون القلق من تأثيراتها، معتبرة أن النزاع الخليجي شكل شرخا بين أهم حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ولا يبدو أن الإدارة الحالية قادرة على التوصل إلى حل في المستقبل القريب. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي قوله إن الولاياتالمتحدة لديها الكثير لتخسره في الخليج، مشيرا إلى أن الشركات الأمريكية بدأت بإلغاء عقودها بسبب توتر المناخ السياسي في المنطقة وسط تنامي المخاوف من تعرض القواعد العسكرية المشاركة في الحملة على الإرهاب للخطر. وأوضحت الصحيفة أن المحق والمخطئ في هذه الأزمة أصبح أمر غير هام إذا قورن بالخطر الذي يمثله استمرار النزاع على المنطقة ككل وصعود إيران، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب، مازال مترددا فى حسم أمره من الأزمة الخليجية؛ رغم نصائح وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جيم ماتيس، لترامب بضرورة التدخل لحل الازمة وعقب ذلك خرج مسئول في البيت الأبيض إلى أن ترامب "يسعى نحو حل الخلاف بأسرع وقت. وتابعت الصحيفة إن ترامب كان أول من أشعل النار - فى الازمة الخليجية - بعد تأييده العلني للحملة الموجهة ضد قطر حيث أشاد ب"حكمة" الملك السعودي بعد صفقة الأسلحة الشهيرة مصرحا فى الوقت ذاته ان قطر حليف يمكن الاستغناء عنه. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية قولها ان السعودية والإمارات كانتا تخططان لشن هجوم على قطر قبل زيارة ترامب إلى الرياض في مايو الماضي للحصول على تعاطف ترامب، الا ان تيلرسون خرج عن الموقف الرسمي الامريكى من الأزمة وعبر عن انحيازه لقطر، معتبرا ان مطالب الرباعى العربى ( مصر والسعودية والامارات والبحرين) من قطر غير معقولة، وموقعا مع الدوحة على مذكرة تفاهم جديدة حول تمويل الإرهاب؛ مضيفة ان المستفيد الاكبر من الازمة الخليجية الحالية هو الشركات الاقتصادية التى يستخدمها كل طرف للضغط على الآخر.