بني وليد..أو كما يطلق عليها "ورفلة"..هي مدينة ليبية تقع في الشمال الغربي من ليبيا وتبعد عن طرابلس بحوالي 180 كم باتجاه الجنوب الشرقي. خلال الثورة الليبية التى بدأت شرارتها فى 17 فبراير العام الماضى وصفت بني وليد بأنها "واحدة من المعاقل القليلة المتبقية للقذافي"، حيث استمر أفراد محسوبين على نظام القذافي في مقاومة الثوار بعد سقوط العاصمة طرابلس، واستعصت وتعثر دخولها إلى بعد مفاوضات طويلة مع أعيان المدينة. هناك رواية أن قبيلة من بنى هلال تسمى بنى وليد أقاموا في هذه المنطقة فترة من الزمن فاكتسب المكان اسمها حتى بعد رحيلهم واسم هذه القبيلة بنى الوليد إلا أن التاريخ لا يروي لنا قبيلة عربية بهذا الاسم الا إذا كانوا أحفادا لبني هلال أو بني سليم وكانت الإبل تشرب من المياه التي تجلبها الأمطار منحدرة عبر الوادي ،حيث بعد هطول الأمطار وجفاف المياه يمتلئ الوادي بالأعشاب وتكون البيئة مناسبة لعيش الإبل وتكاثرها في الوادي ،وجدير بالذكر وجود مجموعة من السدود في الوادي يعملها الفلاحون للحفاظ على مياه الأمطار(السيل) ومن اشهرها حلق الابل وحلق اشتيوي. تاريخ بني وليد مرتبط بعائلة بن تليس التي بنت فيها مدينة ماتزال قائمة إلى الآن ويتم حاليا ترميمها والعناية بها من قبل مصلحة الآثار ويقال ان المدينة تحتوي علي 365 بئرا تسقي اهلها فكل يوم يشربون من بئر طيلة السنة. تضم المدينة العديد من المعالم الأثرية أهمها قصر البنات ومدينة بن تليس الأثرية وقصر وادى مردوم والعديد من المعالم الأخرى حيث تحتوي المدينة حسب المسح الشامل للآثار التي قامت به هيئة اليونيسكو على حوالي 4500 موقع اثري إلا أن أغلبها عبث به الدهر إلا أن ما تسمى بالقصور ما زالت ممتدة على وادي بني وليد لا يكاد يفصل بين كل قصر وآخر سوى نصف كيلو متر والآثار مبعثرة بين وديان سوف الجين وغبين ونفد والمنصور وتماسلة وترجع لعهود مختلفة وحضارات عديدة كما توجد في بني وليد حوالي 56 مسلة ما زالت بقاياها شاهدة إلى هذا الوقت من معالم المدينة الشامخة في وجه الظواهر الطبيعية المسلتان الموجودتان في شطيب الحبس على طريق زليتن وهي عبارة عن بنائين بنيا بطريقة فريدة بمقاييس عصرية ورغم عدم الاهتمام بهما ما زالا يزهوان بلونهما الطيني يصارعان عوادي الدهر من غضب الطبيعة الصحراوية إلى العبث وتحوي مدينة بن تليس (بن وليد القديمة) قصران للحكومة وقصرا للقاضي وجامع كبير وبها العديد من الطرقات المرصفة والعديد من القلاع والحصون الحربية القديمة كقلعة غبين وفدراج وقصيبة مقدال قصر الحبس والعلوانيات وقصر عيدان وقصر البرج اللوطي اما ادي مزياط فبه من الآثار والقبور القديمة والمدافن ومعاصر الزيت القديمة مما لايحصي وتحتوي علي العديد من الكهوف الضخمة التي لم يدخلها أحد منذ القدم ويسميها المحليون هنا (وذن الوطاء) اي اذن الأرض كما يحتوي وادي نفد علي ام العمد وقصر البنات الكبير والصغير ومدينة قرزه أشهر من أن توصف كذلك قصور وادي منصور ومرزين واوغيث ونصب تذكاري روماني مايزال قائما يسمى اعميد جبيرة وقصر بولركان المعروف وقصور وجوامع بزرة. أما الآن فتحولت مدينة بنى وليد الى معقل ضخم لموالى القذافى ، وبات بها الخراب والدمار من جراء الاشتباكات المسلحة.