قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن هذه الأشهر المعلومات التي فرض الله فيهن الحج، تتنزل الرحمات والسكينة ويُثاب المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، والله يمن على بعضهم أن يذهب إلى البيت الحرام في مكةالمكرمة. وأوضح «جمعة»، خلال برنامج «والله أعلم»، أن الاستعداد لهذه الرحلة المقدسة، يكون بأمرين، أولهما أن يعلم الإنسان في هذه الحال أين يذهب وثانيهما أن يُدرك لم يذهب، مشيرًا إلى أنه يذهب إلى بيت الله الحرام، الذي قال الله فيه: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) » من سورة آل عمران. وأضاف أن عليه العلم بأنه ذاهب من أجل غفران الذنوب، وستر العيوب وتيسير الغيوب، وأنه سيعود بعد أن يوفقه الله سبحانه وتعالى كيوم ولدته أمه، صفحة جديدة مع الله، فلا يلوثها وينوي بالنية الصادقة قبل الذهاب أن يرد المظالم، ويذهب الشحناء بينه وبين الناس، وأن يُدرك حقيقة الدنيا وأنها إلى زوال، ويُخرجها من قلبه، ويُحليه بكل صحيح من الأخلاق الكريمة، منوهًا بأن هذا هو التهيؤ بالنية الصالحة. وتابع: فالحج ليس رحلة سياحة أو ترفيه، أو إثبات حضور، فليس غرضها الحصول على لقب حاج، فهي أسمى من ذلك بكثير، حيث إنها تلخيص لشعائر الإسلام كلها في هذا الحج، وفرصة للفوز بصفحة جديدة مع الله.