تترقب البورصة المصرية برنامج الحكومة للطروحات الجديدة من شركات القطاع العام، والذي بدت ملامحه تظهر أمام المستثمرين بعد الإعلان عن طرح جزئي لبنك القاهرة تلاه شركة إنبي للبترول. من جانبه، استنكر سعيد الفقي، خبير أسوال المال، تأخر الحكومة في انطلاق برنامجها للطروحات، خصوصا بعد قيد أسهم بنك القاهرة الذي أعلن عنه منذ بداية العام، إلا أنه لم يتم الطرح حتى الآن. وقال الفقي، في تصريحات ل"صدى البلد: "أعلنت الحكومة المصرية خلال العام السابق عن برنامج الطروحات الحكومية الذي تم الحديث عنه مرارا وتكرارا وعن بداية تنفيذ هذا البرنامج بداية العام من خلال طرح بنك القاهرة وتم قيد أسهمه في البورصة، ولكن انتظرنا كثيرا بداية تنفيذ هذا الطرح ولم يتم رغم أن الظروف كانت مواتية في كثير من الأوقات، خاصة بعد قرار تحرير سعر الصرف ووصول المؤشر الرئيسي لمستويات تاريخية لم تحدث من قبل". وسجلت البورصة المصرية أعلى مستوياتها، بعد إصدار قرار تحرير سعر الصرف - 3 نوفمبر 2016 - حيث تجاوز مؤشرها الرئيسي "إيجي إكس 30" 12500 نقطة مع بداية يوليو الجاري، كما بلغت نسبة النمو بالبورصة نحو 78% حسب تصريحات الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة. وأضاف الفقي: أصبح هناك ضرورة للبدء فب تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية الان.. مشيرا إلى توقعات الحكومة بالحصول على 7 مليارات جنيه لصالح الخزانة العامة مع نهاية العام الجاري من خلال طرح الشركات والبنوك الحكومية بالبورصة. وأكد الفقي، أن الطروحات سوف تأتي بثمار جيدة على المستوى العام من خلال توفير سيولة من ناتج الاكتتاب تسمح بإعادة هيكلة هذه الشركات وتوسيع نشاطها، ما يعود على الناتج القومي بالإيجاب بصفة عامة، بالإضافة إلى جذب شرائح جديدة من المستثمرين المصريين والأجانب، ما يزيد من نشاط البورصة وبالتالي ارتفاع أحجام التداول وارتفاع المؤشرات. وحول فوائد الطروحات الحكومية على المستثمر، أوضح الفقي أن المستثمر في البورصة سيستفيد من الطرح من خلال ارتفاع القيمة السوقية للأسهم نتيجة للنشاط المتوقع، حيث كان آخر طرح حكومي منذ ما يقرب من 12 عاما، وكان اكتتاب المصرية للاتصالات، وشهد جذب مليون مستثمر جديد وقتها. ونوه الفقي بأن هناك شروطا يجب توافرها لنجاح هذه الطروحات تتمثل في الآتي: اختيار التوقيت المناسب للطرح، حيث يكون الاتجاه العام للسوق صاعدا وأحجام التداول مرتفعة، لافتا إلى أن الوقت الحالي مناسب جدا بعد وصول المؤشر الرئيسي لمستويات تاريخية قرب 13700 ووصلت أحجام التداول في بعض الجلسات قرب 2.5 مليار جنيه. وتابع: "التسويق الجيد عن طريق الصحافة والتليفزيون من قبل متخصصين للترويج عن الطرح، واختيار سعر عادل للسهم يكون محفزا مشجعا للمستثمر لتحقيق أرباح سواء كانت هذه الأرباح عن طريق ارتفاع القيمة السوقية للسهم أو توزيعات نقدية في المستقل". وأكد الفقي أنه بتنفيذ هذه الشروط بعناية من قبل متخصصين سوف يحقق الطرح نجاحا كبيرا ويكون حافزا مشجعا للطروحات القادمة، قائلا: "لأن البداية دائما ما تكون عنوا"، حسب وصفه. وأعلنت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة البترول والثروة المعدنية وشركة "إن آي كابيتال" - 5 يوليو 2017 - عن فوز التحالف الذي تقوده شركة "سي آي كابيتال" مع جيفريز إنترناشونال ليميتد وبنك "الإماراتدبي الوطني" بمنصب بنك الاستثمار الذي سيتولى عملية بيع وترويج جزء من أسهم شركة إنبي للبترول في الطرح المزمع إجراؤه في البورصة المصرية. وحرصت كل من وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة البترول والثروة المعدنية على إنجاح هذا الطرح، وتوفير كل سبل الدعم له.