هى أم المومنين زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة، ولدت قبل الهجرة النبوية ب33 سنة، وابوها رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبدالمطلب بن هاشم وأنه لم يدرك الإسلام وأمها اميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد، وهى إحدي زوجات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وابنه عمته اميمة وهى اخت الصحابي عبدالله بن جحش وقد كان إسمها برًة فسماها النبي زينب وتكنى بأم الحكم. كانت زينب من المسلمين الأوائل وهاجرت الى يثرب بعد هجرة النبي محمد اليها وفي يثرب خطبها النبي محمد لزيد بن حارثة فأبت زينب فى البداية الى أن نزل الوحي بقوله تعالى{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} فقلبت زينب الزواج من زيد وكان هذا الزواج مثالًا لتحطيم الفوارق الطبقية الموروثة قبل الاسلام لأن زيد كان أحد الموالى وزينب كانت من طبقة السادة الأحرار الا ان هذا الزواج لم يسر على الوجه الأمثل فدبً الخلاف بين زينب وزوجها زيد، حينها فهم زيد بتطليقها فردًه النبي محمد قائلًا "أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ" فنزل الوحى بقوله تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}. وبعد أن طلق زيد بن حارثة زينب وبعد انقضاء عدتها تزوجها النبي، فتكلم المنافقون وقال -حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه- فنزل الوحي بقوله تعالى {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}. وشاركت زينب بنت جحش النبي فى اثنتين من غزواته وهما خبير والطائف كما خرجت معه فى حجة الوداع، كانت لزينب مكانها عالية عند النبي وقد وصفها بانها اواهة، عُرف عن زينب حبها للخير وكثرة تصدقها حتى عُرفت بأم المساكين وزهدها فى الدنيا. توفيت سنة 20 ه وعمرها 53 سنة وحين حضرتها الوفاة قالت " إني اعددت كفني فإن بعت عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا". وقد ماتت ولم تترك درهمًا ولا دينارًا ودفنت بالبقيع وقد صلى عليها الخليفة عمر بن الخطاب وانزلها فى قبرها.