قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، ومساعد أول وزير الخارجية الأسبق إن مصر أكبر من أن تهضمها جماعة وأن تُحتكر مؤسساتها مشيرًا إلى أن مؤسسات مثل القضاء والجيش والشرطة لا يمكن تسييسها، وأنه أثناء فترة النظام السابق كنا نعتقد أن "الإخوان" تمتلك العديد من الكوادر من علماء واقتصاديين ولكنها لم تكن كما توقعنا، مؤكدًا في ذات الوقت أنهم يمتلكون قدرات ولكنها لا تكفي لقيادة دولة بحجم مصر. وأضاف "الفقي" أنه كان يؤيد حق الإخوان المسلمين في الممارسة السياسية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك رغم انه ضد فكرهم، رافضا وصف الرئيس السابق ب"المخلوع" لأن به "تشفي". وحول الانتخابات البرلمانية المقبلة واحتمال فوز الإخوان والسلفيين بأغلبية المقاعد قال إنه رغم أن مصر ليست أكثر الدول ديمقراطية في المنطقة ولكن لديها أكثر رأي مؤثر ويمتاز بوعي كبير ويستطيعوا اتخاذ القرارات المعتدلة واضفًا الإخوان بأنهم ليسوا "سذج" وعاشوا مع الشارع طويلاً. وطالب "الفقي" خلال لقائه بالإعلامي معتز الدمرداش في برنامج "مصر الجديدة" على قناة "الحياة 2" الرئيس محمد مرسي بالخروج من تحت عباءة الإخوان المسلمين وألا تؤثر مديونية الانتخابات الرئاسية في قرارات تعيين أشخاص بعينهم في مناصب مهمة، موضحًا أن مرسي قد استعان بأهل الثقة وليس بأهل الخبرة. وتعجب الفقي من تصريحات مرسي بشأن تدني أسعار المانجه متسائلاً: "إيه كيلو المانجه بقى ب3 جنيهات؟!"، مضيفا أن تلك التصريحات تذكرة بما قالته ماري انطوانيت بأن الشعب الفرنسي لا يجد الخبز ليأكله فردت "إذا لم يجد خبز فليأكل بسكويت". وحول سفر الرئيس "مرسي" للخارج لجذب الاستثمارات قال إنه كان يمكنه الاستعانة بممثلين للقيام بذلك الدور، موضحًا أن الاقتصاد المصري 50% منه اقتصاد "بير السلم"، واصفًا الإخوان بأنهم "تجّار" وليسوا اقتصاديين. وبشأن خطابات "مرسي" بالمساجد قال: إن في ذلك استبعاد لبعض الطوائف الاخرى مُطالبًا "مرسي" بالخطبة في الكنائس. وقال "الفقي" إنه عرض على المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية التصالح مع رموز النظام السابق المتهمون في جرائم مالية وليست جنائية، وأنه طالبهم بإصدار قانون لذلك ولكن المجلس العسكري كان يخاف من الرأي العام والمظاهرات. واستبعد "الفقي" أن تكون هناك نية لدى الإخوان للتصالح مع رموز النظام السابق لأن لديهم الكثير من مشاعر الانتخابية - على حد قوله- واصفًا دماء الشهداء بأنها أصبحت موزعة بين القبائل.