قال الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار منطقة سقارة، إن عدد زوار متحف إيمحتب برئاسة عماد فهمي خاطر، المدير العام بالمنطقة كبير، مشيرا إلي أن جميع المرشدين السياحيين يحرصون علي بدء جولاتهم في المنطقة مع الزوار به، لافتا إلى أن تذكرة المتحف مضافة إلى تذكرة المنطقة الأساسية. وقال "الكريتي"، ل"صدي البلد"، إن حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني وزوجته قاما مؤخرا بزيارة خاصة للمتحف، وعبرا للإدارة عن شكرهما وتقديرهما لنظافة المتحف، وحسن استقبال الزوار فيه، وأنه من أفضل الأماكن التي زاراها في مصر هما وسائحون كثيرون. وكشف عن حكاية وتاريخ المتحف، مشيرًا إلي أن صاحبه المهندس المعماري العظيم الخاص بالملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة- الدولة القديمة 2650 حوالي ق.م ,والمسئول عن بناء أقدم مجموعة جنائزية في التاريخ وهي المجموعة الجنائزية الخاصة بالملك زوسر. وتابع: ترجع أهمية المهندس المعماري ايمحتب الي انه اول من استخدم الحجر الجيري علي نطاق واسع في البناء في العالم القديم,حيث كانت عمارة المقابر قبله من الطوب اللبن,وكان الجزء العلوي للمقبرة يتخذ شكل مصطبة كبيرة من الطوب اللبن، إلا أن ايمحتب أضاف عدة مصاطب الي شكل المقبرة مستخدما في ذلك الحجر الجيري لأول مرة في تاريخ العمارة البشرية. وقال أن ايمحتب تقلد عدة مناصب مهمة من بينها المسؤل عن ختم الشمال, والمسئول عن البيت العظيم كناية عن القصر الملكي,وكبير كهنة عين شمس,والثاني بعد الملك,والأمير الوراثي,والكاتب الملكي,والمسئول عن البنائين,والطبيب,وتم تقديس ايمحتب في العصور المتأخرة بالدمج بينه وبين اسكلبيوس اله الطب عند الإغريق،وكان الكتبة يسكبون قطرتين من الحبر علي ورق البردي قبل الكتابة تخليدا لذكراه. وأشار إلي أن متحف إيمحتب ويعني"القادم في سلام "تم افتتاحه في 20 ابريل 2006, ويتكون من 6 قاعات تحتوي علي حوالي 282 قطعة أثرية نادرة,وهذه القاعات هي قاعة المدخل وقاعة بعثات سقارة وقاعة عمارة ايمحتب وقاعة مقابر سقارة وقاعة طرز سقارة ومكتبة لوير،كما يضم قاعة للتهيئة المرئية وتعرض فيلما باللغات الاجنبية والعربية عن اثار سقارة واهميتها،وعن ايمحتب واهم القطع الاثرية بالمتحف,وتحتوي هذه القاعة علي نموذج كبير من الجبس للمجموعة الجنائزية الخاصة بالملك زوسر صمم ونفذ بواسطة جان فليب لوير. وأوضح أن قاعة المدخل تحتوي علي اهم قطعة بالمتحف وهي قاعدة تمثال الملك زوسر المصنوعة من الحجر الجيري الملون،وترجع اهمية هذه القطعة الي انها تصور الملك زوسر وهو يطأ باقدامة الاقواس التسعة ويمثلون اعداء مصر التسعة،وامام قدم الملك نري ثلاثة من طيور الرخيت التي ترمز الي الشعب المصري،وكان الغرض من ذلك التمثيل إظهار الملك بأنه قوي ومسيطر بالداخل والخارج. اما الاهمية الثانية لهذه القطعة فترجع الي كتابة اسم والقاب ايمحتب جنبا الي جنب اسم الملك زوسر،وتعد هذه هي المرة الاولي التي يكتب فيها اسم والقاب شخص من عامة الشعب بجوار اسم الملك, حيث ان جميع ملوك الدولة القديمة كانوا مقدسيين وبمثابة الاله علي الارض ولذلك لم يكن مسموحا لاي شخص كان ان يضع اسمة او القابة علي اي قطعة ملكية. أما قاعة بعثات سقارة سميت كذلك لانها تحتوي علي اهم نتاج عمل البعثات الاثرية سواء المصرية والاجنبية,وتضم قائمة باسماء علماء الاثار المصريين والاجانب الذين عملوا في منطقة اثار سقارة،ومن اهم القطع الموجودة بهذه القاعة مجموعة مقبرة الطبيب قار والتي ترجع الي نهاية الاسرة 5 وحتي بداية الاسرة 6-الدولة القديمة,وتضم مجموعة من الادوات الجراحية الخاصة بالطبيب قار وخبيئة التماثيل البرونزية التي ترجع الي العصر المتأخر وهي تمثل الهة والهات مصر القديمة مثل الاله اوزير وانوبيس وحربوقراط وبتاح وباستت وحورس وغيرهم من الالهات الهامة في مصر القديمة. كما تحتوي علي موائد قرابين مصنوعة من الفخار الملون مصورة عليها مجموعة القرابين التي كانت تقدم للمتوفي،وترجع اهميتها لأنها المرة الاولي والاخيرة التي تصور فيها القرابين،ومن القطع الهامة ايضا بهذه القاعة تمثال امون ام ابت كبير كهنة الالهة موت وزوجته,المصنوع من الحجر الجيري ويرجع الي عصر الدولة الحديثة،ومن اهم القطع ايضا رمح كبير الحجم مصنوع من خشب العرعر عثر عليه داخل الغطاء الخاص به لحمايته ويرجع الي عصر الدولة القديمة. وتحتوي قاعة عمارة ايمحتب علي بقايا العناصر المعمارية من المجموعة الجنائزية الخاصة بالملك زوسر، وتمثال من البرونز لايمحتب يرجع الي العصر المتاخر ويمثله في هيئة الكاتب الملكي امام تمثال الملك زوسر المصنوع من الحجر الجيري,كما تحتوي هذه القاعة علي قطعة اثرية صغيرة نادرة تمثل اقدم تخطيط معماري عليه مقاسات خاصة بعقد حجري بالمجموعة الجنائزية الخاصة بالملك زوسر. وقاعة مقابر سقارة تحتوي علي اقدم مومياء ملكية تم الكشف عنها حتي الان وتخص الملك مرنرع الاول ابن الملك ببي الاول احد ملولك الاسرة السادسة –الدولة القديمة،كما تحتوي ايضا علي مجموعة تماثيل الاله بتاح-سكر-وزير,وهو اله الجبانة المنفية ورب الحرف والفنون في مصر القديمة،والذي اشتق من اسمه الاسم الحالي لمنطقة اثار سقارة,وهو التمثال الذي استوحي منه شكل تمثال جائزة الاوسكار العالمية،وتضم القاعة أيضا أثارا فريدة ومميزة عبارة عن قوالب من الجبنة المحفوظة داخل القدر التي كانت مخزنة فيه بايدى المصري القديم. أما قاعة طرز سقارة تحتوي علي مجموعة من الاواني الحجرية ذات احجام مختلفة،وذلك ضمن حوالي 40 الف انية تم اكتشافها داخل هرم الملك زوسر بسقارة,كما تحتوي ايضا علي ادوات النحت المستخدمة في نحت التماثيل الحجرية والاثاث الخشبي،أما قاعة مكتبة لوير تخص المهندس المعماري الفرنسي جان فليب لوير ،والذي كرس حياته لترميم المجموعة الهرمية الخاصة بالملك زوسر,وتحتوي علي المتعلقات الشخصية الخاصة به مثل كتبه ومكتبه والادوات الهندسية الخاصة به,وقد انشات ايضا هذه المكتبة لخدمة الدارسين والباحثين والهواه لعلم الاثار المصرية القديمة