قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن الميت لا يتنفع من زيارة الأحياء لقبره، ولكن من يستفيد هو الزائر، مشيرًا إلى أن الأموات لا ينتظرون أقرباءهم للزيارة ولا يشعرون بذلك. وأضاف «الجندي»، خلال برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن زيارة الموتى سيتفيد منها الأحياء فقط وتكون عظة للقب ونوعًا من أنواع التذكرة ولا تفيد الميت. جدير بالذكر أن دار الإفتاء، قد قالت إن الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره، ويرد عليه السلام، مؤكدة أنه يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها. وأوضحت الإفتاء في فتوى لها، أن الموت ليس معناه فناء الإنسان تمامًا، ولا هو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل إن الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان؛ حيث تخرج فيها روحه؛ لتعيش في عالم آخر، مؤكدة أن خروجها من الجسد الذي كانت بداخله صعب، فالموت: هو مفارقة الروح للجسد حقيقة. واستشهدت بما روي عن بريدة -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، وأسأل الله لنا ولكم العافية" أخرجه مسلم في صحيحه. وتابعت: وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام» أخرجه تمام في فوائده، والبيهقي في شعب الإيمان، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. وألمحت إلى أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قَلِيب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : «يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا، فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا، فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابًا» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
