أكد الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم ورئيس مجلس إدارة المركز الاقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان ، أن التعليم المستمر مدى الحياة بعد الآن خيارا استراتيجيا لكافة المجتمعات التي تريد أن تنهض صوب التقدم والتنمية المستدامة ، كما يعد طوق النجاة الذي يخرج الافراد من محيط التخلف والجهل إلى محيط التقدم والرقي. وأوضح حجازي انه لم يعد التعلم مدى الحياة حقا من حقوق الإنسان الأساسية فحسب ، بل أصبح أيضا احد العوامل الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال تمكين الافراد من اكتساب القيم والكفاءات والمهارات والمعارف الضرورية لتشكيل مستقبل يتماشى مع التنمية المستدامة ، مما يساعد الدارسين على اكتساب المهارات ، وتعزيز قدراتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وتدابير مسئولة تضمن سلامة البيئة الاستدامة الاقتصادية ، وعدالة المجتمع ويفتح آفاقا جديدة للارتقاء الاجتماعي ، و ذلك لصالح الاجيال الحالية والمقبلة من أجل بناء مستقبل أفضل. وأشار حجازي إلى أن المركز الاقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان انشئ كمركز دولي بموجب اتفاقية بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو في 25 ابريل 1952 من اجل القيام بالتدريب والبحث ، وانتاج المواد والوسائل اتعليمية وتقديم المشورة الفنية لكافة الدول العربية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار. وقال حجازي ان هذا المركز خلال تلك الفترة احتل الصدارة في مجال تطبيق فلسفة وأهداف منظمة اليونسكو في مجال تدريب القيادات العليا ، وانتاج المواد التعليمية ، واجراء البحوث وتقديم استشارات للدول العربية في مجالات بيئته الأساسية من 1952 الى 1959، وتنمية المجتمع من 1960 الى 1968 واخيرا محو الأمية الوظيفي من 1969 الى 1982 . ولفت حجازي الى ان التطورات الحادثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال بتحسين إتاحة الفرص التعليمية المتنوعة امام الكبار بما يزيد من فاعلية التعليم الفردي ، وأصبح فى مقدور الدارسين الكبار ان يتعلموا في اي وقت واي مكان من خلال الأجهزة النقالة وشبكات التعليم الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. وقال : نحن نسعى جاهدين بخطوات حثيثة وبجهود صادقة ومخلصة لان يتبنى المركز الاقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان ، تحقيق التحول من محو الامية الى تعليم الكبار ، والتحول من الأمية كظاهرة تعليمية الى الأمية كظاهرة اجتماعية قائمة على الوعي و التمكين والتغير الاجتماعي ، والتحول من التدريب الى التنمية المهنية المستدامة ومن الحصول على شهادة الى التعلم مدى الحياة ، والتحول من من كتب محو أمية سابقة الاعداد الى مناهج متحررة من النص يشارك الأمي في بنائها ، والتحول من الانغماس في تنفيذ البرامج والأنشطة الى وضع آلية لاعتماد البرامج والكوادر وترخيصها ، والتحول من محو الامية الابجدية الى المقاربة التنموية بأبعادها من اجل خفض الفقر وتحقيق المساواة والقضاء على الفجوة النوعية وتمكين المرأة و خلق فرص عمل منتجة، والتحول من المركزية الى اللامركزية وتحقيق الشراكة الحقيقية مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق التنمية.