- ساعات تفصل الفرنسيين عن صناديق الاقتراع - ماكرون ولوبان يحملان مواقف متناقضة تماما بخصوص القضية السورية - سواء ماكرون أو لوبان.. ضربة جديدة للقضية الفلسطينية - ماكرون يسير على خطى أولاند في ملفات الشرق الأوسط.. ما عدا فلسطين ساعات تفصل ملايين الفرنسيين عن صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم المقبل في الجولة الثانية للرئاسية، ويوم واحد فقط من الآن ليعرفوا من سيكون هذا الرئيس، وتلقى الانتخابات الحالية اهتماما واسعا حول العالم، لاسيما بعد الإطاحة بمرشحي الحزبين التقليديين في البلاد، وصعود متنافسين إلى الجولة الثانية ربما سيقلبان خريطة السياسة الفرنسية خلال الخمسة أعوام المقبلة، وهما المرشح الوسطي الليبيرالي، إيمانويل ماكرون، والمرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان. وتحتل مصر والدول العربية مكانة هامة في برامج المرشحين، لاسيما مع إصابة فرنسا بوباء الإرهاب الذي ينبت في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الفوضى التي تهدد العديد من بلدان المنطقة لاسيما في شمال إفريقيا، والتي تشكل خطرا على المصالح الوطنية الفرنسية. ونرصد في هذا التقرير ما الذي ينتظر مصر والدول العربية إذا ما فاز أي من المرشحين للرئاسية. - مصر.. كل النتائج ستكون جيدة. في تقرير لموقع "أتلاس أنفو" الإخباري الفرنسي، أوضح أن مصر تحتل مكانة هامة في برنامجي المرشحين للرئاسة الفرنسية في ظل احتدام المعركة حول السياسة الخارجية وطرق محاربة التطرف. ولفت الموقع إلى أن المرشحين يران مصر نقطة ارتكاز في الشرق الأوسط وحليف لاغنى عنه في مسألة مواجهة التطرف ومحاربة التنظيمات الإرهابية، لاسيما وأنها تضم الازهر الشريف، أعلى مؤسسة سنية في العالم. كما تشكل مصر مفتاح لحل الأزمة الليبية التي تشكل أولوية كبرى لفرنسا وأوروبا، نظرا للفوضى التي تعج فيها والتي تجعل شوائطها نقطة انطلاق لملايين اللاجئين الراغبين في الوصول إلى الشاطئ الآخر في أوروبا. - سوريا وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، فالمرشحين يتخذان موقفين متعارضين تماما تجاه الأزمة، في ظل فشل الدبلوماسية الدولية في التوصل لنهاية للحرب الأهلية المشتعلة منذ عام 2011، بحسب قناة "فرانس 24" الفرنسية. من جانبه، يعارض ماكرون فرضية الرحيل المسبق كشرط للجلوس مع الرئيس السوري، بشار الأسد، لكنه يرفض أيضا عقد أي اتفاقات خاصة معه. وبعد هجوم خان شيخون الكيميائي في 4 أبريل الماضي، طالب ماكرون بضرورة استجواب الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية. ويتبنى ماكرون استراتيجية قائمة على ضلعين تجاه الوضع في سوريا: أولها هو الإجهاز على تنظيم داعش الإرهابي وجميع الحركات الإسلامية الجهادية الآخرى، أما الثاني فهو إعادة بناء خريطة طريق دبلوماسية وسياسية والتي ستسمح يالخروج من الأزمة. أما مارين لوبان، فتتخذ موقف متناقضا تماما، إذ تعتبر بقاء الأسد هو الحل الوحيد لإنقاذ سوريا ومنع المتطرفين الإسلاميين من الوصول للسلطة في سوريا. كما ترى مارين لوبان أن دعم الإسلاميين المعارضين أو المعتدلين هو خطأ كبير، إضافة إلى أنها تنتقد قرار غلق السفارة الفرنسية في دمشق. كما تعتبر لوبان أن الأسد هو "حليف موضوعي" تجاه الحركات الجهادية، مطالبة بضرورة الاستمرار في خلق قناة حوار مع الأسد، طالما أنه لا يوجد شخص آخر يمكن الوثوق فيه على الأرض في سوريا. - فلسطين للآسف، القضية الفلسطينية خاسرة مهما كانت نتائج الانتخابات، فكلا المرشحين يتخذان موقفا معارضا لقيام دولة فلسطين. على الرغم من أن ماكرون يسير على خطى هولاند تقريبا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، إلا أن خطاهما لا تلتقي في الملف الفلسطيني، ففي بداية أبريل الماضي، فاجأ ماكرون العالم، بالقول أن الاعتراف بدولة فلسطين لن يخدم أحد وأنه لن يقوم بهذه الخطوة إذا فاز، فيما يتناقض مع سياسة أولاند، الذي كان يضع جدولا زمنيا للاعتراف بفلسطين بعد انتهاء مفاوضات باريس التي انطلقت في يناير الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. بينما الوضع سيكون أسوأ في حالة فوز المرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان التي تتخذ موقفا معارضا للعرب والمسلمين، ففي مقابلة مع وسائل إعلام إسرائيلية فبراير الماضي، أكدت لوبان أنها ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل إذا ما فازت في الانتخابات، وهو ما قد يعجل بالفعل من جعل القدس عاصمة لإسرائيل، لأن الإدارة الأمريكية الحالية تقاسمها نفس الفكرة. - المغرب العربي لن تختلف سياسة مكرون أيضا عن أولاند حول طريقة التعامل مع ملف المغرب العربي، إلا في ملف ليبيا، الذي أعلن عنه المرشح أنه سيعطيه اهتمام أكبر للتوصل لحل سياسي ينهي هذه الفوضى على الجانب الأخر من البحر المتوسط. أما مارين لوبان، فهناك إرث من تبادل الانتقادات الذي سيؤثر على علاقتها بالمغرب العربي إذا ما فازت. فبحسب موقع "أتلاس أنفو" فإن فوز مارين لوبان في الجولة المنتظرة غدا، سوف يحدث صدمة في العواصم المغربية، لاسيما في ظل التوترات بينها وبين قادة هذه الدول أثر شنها الهجوم على المغاربة والجزائرين المقيمين في فرنسا، واتهام البلدين أيضا بدعم التطرف الديني في فرنسا. - الخليج على الرغم من الاتهامات الموجهة لبعض دول الخليج بدعم التطرف في فرنسا، إلا أن إيمانويل ماكرون يسعى لفتح حوار مع السعودية ودول خليجية أخرى من أجل وضع حد للتطرف والإصولية التي بات يعاني منه الخليج مثل فرنسا. في نفس السياق، أكد ماكرون أنه سيفرض رقابة لمنع تمويل السعودية وقطر بناء مساجد للمسلمين في فرنسا. أما مارين لوبان، فتتخذ موقفا متشددا ضد السعودية وقطر وتتهمهما صراحة بتمويل الإرهاب في سوريا وفي فرنسا، لذا فمن المتوقع أن تتوتر العلاقات بين الطرفين إذا ما فازت مارين، بحسب تقرير موقع "أتلاس أنفو". غير أنه على الجانب، الأخر، تفضل مارين لوبان خلق علاقات وثيقة مع الإمارات بوصفها، خلال زيارتها إلى مصر، بأنها أحد الدول التي تسعى لكفاح الإصولية في العالم.