قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإسلام جعل الزوجة سكنًا للزوج، وحفها بالمودة والرحمة فيما بينهما، كما ورد في قول الله تعالى: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (سورة الروم: 21). وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن المرأة أمانة عند زوجها فليتق الله فيها، وليعلمها أمور دينها ويبصرها بالواجبات التي عليها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته» متفق عليه. ونبه على أنه يحرم إفشاء الأسرار الزوجية لأنها تعد تضييع للأمانة، مستدلًا على ذلك بما روي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ، عَنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا». وتابع: روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا»، موضحًا أن الحديث ينبه على أن نَشْرَ الرَّجُلِ وَإِفْشَاءَهُ مَا جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ حَالَ الِاسْتِمْتَاعِ بِهَا مِنْ أَعْظَمِ خِيَانَةِ الْأَمَانَةِ. وألمح المفتي السابق إلى أن من عادات العرب قديمًا إذا طلق الرجل زوجته أفشى أسرارها حتى تفدي نفسها وتقدم لطليقها المال حتى لا يفضحها، منبهًا على أن الإسلام حرم ذلك واعتبره تضييعًا للأمانة، حيث إن الزواج يعد أمرًا إلهيًا.