حذر خبراء وسياسيون في الولاياتالمتحدة وإفريقيا من أن تعهد "أمريكا أولا" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد أكبر ثلاث مبادرات صحية واقتصادية لواشنطن في إفريقيا، حسب ما ذكرته صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية. ونقلت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم /الثلاثاء/ - عن تشيستر كروكر مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، قوله إن ثمة مخاوف تنصب على ثلاثة برامج للحزبين الجمهوري والديمقراطي دعمها رؤساء الولاياتالمتحدة المتعاقبون، صممت لمساعدة الدول الإفريقية في مواجهة حالات الطوارئ الصحية وتطوير مؤسسات اقتصادية أقوى ومؤسسات ديمقراطية أعمق. وأضاف كروكر أن تركيز واشنطن على القضايا الأمنية في إفريقيا يعكس مخاوف من بروز المتمردين في شمال شرق نيجيريا والساحل والقرن اللإفريقي، الذين من الممكن أن يتبنوا استراتيجيات بهدف تأسيس دولة على المدى الطويل. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن البرامج الثلاثة الأمريكية في إفريقيا الأكثر عرضة للخطر من إدارة ترامب تعتبر دعامات وركائز سياسة واشنطن في إفريقيا. وذكرت الصحيفة أن من بين هذه البرامج الأمريكية: قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) الذي تم إصداره في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والذي يتيح للدول الإفريقية التي تعمل على تحسين سيادة القانون وحقوق الإنسان، تصدير معظم منتجاتها من دون رسوم جمركية إلى الولاياتالمتحدة. وقال كروكر إن "من الممكن أن يتم إعادة النظر في قانون "أغوا"، نظرا لأنه يتيح للدول الأفريقية الوصول إلى الأسواق الأمريكية دون أن تحصل الولاياتالمتحدة على أي شيء واضح في المقابل. وأفادت بأن هنالك أيضا مخاوف من أن أي خطوة لإعادة تركيز الموارد على الأمريكيين قد يهدد برنامج مكافحة الإيدز الذي قدمته إدارة جورج دبليو بوش، المعروف رسميا باسم خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز (بيبفار)، قائلة إن هذا البرنامج قدم مليارات الدولارات للفحص والعلاج بل ويعتبر أكبر برنامج صحي على الإطلاق ضد مرض واحد. وأضافت (فايننشال تايمز) أن الركيزة الأمريكية الثالثة في إفريقيا هي المبادرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما (طاقة إفريقيا) ورصد لها موازنة بلغت نحو 7 مليارات دولار، عام 2013، وتهدف إلى مضاعفة فرص الحصول على الكهرباء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لافتة إلى أنه عند أقر أوباما هذه المبادرة لم يبد ترامب آنذاك أي استحسان، بل كتب تغريدة على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي، قال فيها "إن كل سنت من المليارات السبعة يذهب إلى أفريقيا بموجب مشروع أوباما سيكون مسروقا - فالفساد مستشر!". وفي هذا الصدد، قال كروكر إن مستقبل هذه المبادرة عرضة للخطر ما لم يتم إقناع ترامب بأن هذا البرنامج يعني عقود لشركات الهندسة والطاقة الأمريكية. وفي السياق ذاته، قال مموسي مايمان، حزب المعارضة الأبرز في جنوب إفريقيا، إن ما يثير مخاوفنا هو أنه في حال ما إذا استمر ترامب في سياساته والتركيز على الأمور المحلية الأمريكية، فإن إفريقيا قد تتأثر سلبا، متسائلا: ماذا سيكون مصير برنامجي أغوا وبيبفار؟.