* نائب مدير متحف الطفل: * المعرض يبنى جسور التواصل بين الأجيال * صناعة الحصير البلدى على وشك الانتهاء * السجاد اليدوى إبداع يخرج بين خيوط "النول" * الطمى النيلى يصنع الجمال على شكل "فازة" انطلق يوم السبت الماضى، مهرجان الحرف التراثية في دورته الثانية، في تظاهرة ثقافية ترفع شعار "إبداع من مصر"، والذي ينظمه مركز الطفل للحضارة والإبداع "متحف الطفل" التابع لجمعية مصر الجديدة، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية وأكاديمية البحث العلمي ومؤسسة مصر المستقبل للتراث والتنمية والابتكار. ويكشف مركز الطفل للحضارة والإبداع (متحف الطفل) أسرار الحرف التراثية والغوص في أغوار صناعتها، وذلك من خلال مهرجان ومعرض حرفة عبر الزمن، الذي يهدف إلى التعرف عليها باعتبارها تمثل الرصيد الثقافي والحضاري والإنساني للشعوب. عدسة "صدى البلد" رصدت فعاليات المهرجان، وأبرز المنتجات المعروضة بعرض المنتجات التراثية، وفى لقاءات مع عدد من العاملين بهذا الحرف وضحوا دورهم فى تحقيق رؤية وأهداف المركز، كما أكد المسئولون عن المعرض الهدف من إقامته. فى البداية، قالت فاطمة مصطفى، نائب مدير متحف الطفل والمشرفة على المهرجان، إن المهرجان يقام على مدار أسبوع من أجل المساهمة الجدية والواثقة في سبيل صون التراث وحفظه وتقديمه للأجيال وتعريفهم به، حيث يعمل على إحياء مفردات ثقافية قيمّة تبني جسور التواصل بين الأجيال. وأضافت "مصطفى" أن الهدف من المهرجان هو تحقيق رؤية وأهداف المركز في حفظ وإحياء واستثمار التراث المصري الأصيل وتعزيز الولاء والانتماء للوطن. وأشارت إلى أنه يتضمن معرضا للمنتجات التراثية المتنوعة، من بينها النحاس والصدف والخيامية والخزف، ومعرض لمشغولات النوبة والصعيد والألبستر وخشب السرسوع، بالإضافة إلى ورش عمل فنية وحرفية للأطفال، إلى جانب مجموعة من العروض الفنية على مدار أيام المهرجان. "الحرفيون المختصون في صناعة الحصير أصبحوا اليوم يعدون على الأصابع"، هذا ما قاله "عم حسين" خلال عرضه لبعض المشغولات من الحصير البلدى بمعرض الحرف. وأكد أن هذه المهنة أصبحت نادرة بسبب وجود البدائل الأرخص مثل الحصائر البلاستيكية، ويظل الحصير البلدى أفضل بكثير صحيًا، ولكن صناعة الحصير البلاستيك أسرع بكثير عن نوع الحصير البلدى، وهو مؤشر دال على المصاعب التي يعيشها القطاع، ولولا غيرة بعض الحرفيين لانتهت كليا منذ سنوات. أما محمد علي، الذى يعمل على تعليم الأطفال صناعة السجاد اليدوى بالمعرض، فقال إن الصناعة تمر بأربع مراحل قبل بيعها إلى التاجر أو إلى المستهلك مباشرة، المرحلة الأولى هي إعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التي يتم نسج السجاد عليها وشراء المواد الخام ويتم استيراد المادة الخام وهي الحرير الطبيعي من الخارج، خاصة الصين. والمرحلة الثانية هي اختيار التصميم المطلوب وتفريغ الرسمة على ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع. أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة الصناعة والغزل، حيث يقوم الصانع بصباغة الحرير الطبيعي الأبيض بالألوان المطلوبة ويقوم الحرفي ببداية عملية التصنيع على النول المثبت عليه الخيوط، والعقدة الواحدة تستخدم فردتين من الخيوط المثبتة على النول، ويقوم الحرفي بإدخال الخيط إلى الفردة الأولى ثم إلى الفردة الثانية ومن ثم حكمها حتى لا تفك وقطع باقي الخيط بالموس، وعند نهاية الخط من العقد لابد من ترسيته بالدفن وتعديل المسطرة التي تفصل بين فردي العقدة. ويقول محمد على، أحد الحرفيين في صناعة الفخار: "نشارك في المعرض ليرى الأطفال المصنوعات الفخارية أثناء تشكيلها وليس لهدف البيع والربح". ويتشكل النجاح الحرفى من أدوات بسيطة مزهريات و"فازات الزينة"، ومن ثم توضع في الفرن وتلون لتخرج بأشكال عديدة، ويكون الصناعة جميعها بمنتجات مصرية 100% ولكنها ارتفعت مع ارتفاع الأسعار، وأساس هذه الصناعة هى الطمى النيلى.