* المتحدث باسم وفد «المعارضة السورية»: * إذا استطاع تشكيل وفد جنيف فليفعل * ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة بالقاهرة: * وفد المعارضة جاهز لمباحثات جنيف * مدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان: * المبعوث الأممي يسعى إلى بناء معارضة سورية تخدم روسيا في خطوة تحمل نوعا من الغرابة والبعد عن الأعراف الدولية في خوض غمار المفاوضات، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا، أنه سيقوم بتشكيل وفد للمعارضة السورية لخوض غمار المفاوضات السورية المقرر انعقادها في جنيف 20 فبراير الجاري. ولاقت تصريحات المبعوث الأممي بخصوص تدخله في شأن سوري خالص خاص بالمعارضة، استهجان المعارضة السورية الذين فندوا مزاعم دي ميستورا بأنه متحيز للنظام السوري، ويسعى لتوظيف مؤيدي نظام بشار الأسد وإلباسهم ثوب المعارضة حتى يبقى النظام السوري ولا يرحل كما يرغب الشعب السوري الثائر الذي بذل الروح والدم للدفاع عن هذا المطلب المشروع – من وجهة نظر المعارضة السورية. وتحمل السطور التالية ردود المعارضة السورية على دي ميستورا وتنفيدهم لمزاعمه لأنه قادر على تشكيل الوفد المفاوض باسم المعارضة السورية. سخرية من دي ميستورا ففي هذا السياق، سخر رياض نعسان أغا، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية في جنيف، من تصريحات ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، بأنه سيشكل وفد المعارضة الذي سيذهب إلى مفاوضات جنيف حال فشل المعارضة في ذلك قائلا: "إذا استطاع تشكيل الوفد فليفعل، ليذهب ويأخذ ممثلين من الشارع". وأضاف "نعسان"، أن "القوى الدولية المتواطئة تلاعبت بالمعارضة وقسمتها على عدة منصات، ودست بينها مؤيدين للنظام السوري وبقاء الأسد على أنهم معارضون، وهذا واضح للعيان - بحسب قوله. وتابع: "من يدافع عن النظام وبقاء بشار الأسد ليس من المعارضة، إنما المعارض هو من ثار ضد الاستبداد والنظام الفاشي، والمدافع والمصر على رحيل النظام وإجراء انتخابات رئاسية". طلب دي ميستورا غير قابل للتحقيق وأكد أن دي ميستورا يطالب بوفد يجمع كل المنصات والجبهات المتباينة للمعارضة، وهذا صعب تحقيقه لأن هناك منصات عديدة للمعارضة، فهناك منصة موسكو التي تطالب فعليا ببقاء الأسد، ومنصة أحميم وهي منصة تابعة للمخابرات السورية، ومنصة تابعة للأكراد، وهو ما يمثل الخطة الروسية لتفتيت المعارضة، وتشكيل معارضة على أهوائهم ويصدرونها للعالم، ولكنهم لن يستطيعوا، لافتا إلى أن "وفد التفاوض الأصلي جاهز، وهو مشكل من الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، ولكن لم نستقر على رئيس الوفد حتى الآن". يفعل إن استطاع وبخصوص موقف المعارضة إذا قام دي ميستورا بتشكيل الوفد، أقر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية في جنيف، بأن "المعارضة لا تملك ما تفعله حيال ذلك، وإنما الشعب السوري هو الذي سيفعل، فالهدف من مفاوضات جينيف الخروج بحل سياسي يرضي الشعب السوري، فإذا استطاع وفد دي ميستورا أن يخرج بحلول ترضي الشعب السوري وتنهي معاناته فأهلا وسهلا، وإن لم يستطع فالثورة مستمرة". وأوضح أن هدف المعارضة من مفاوضات جنيف المقرر عقدها في جنيف 20 فبراير الجاري بين وفدي المعارضة وممثلي النظام السوري، هو تنفيذ قرار جنيف "1"، وقرار مجلس الأمن، برحيل الأسد وإجراء انتخابات رئاسية، لافتة إلى أن المعارضة نفسها لا تستطيع التغيير في هذه القرارات أو التراجع عن أحد بنودها لأنها قرارات دولية لا يمكن الإخلال بها، ولا يجوز لدي ميستورا نفسه أن يقدم على ذلك. الوفد جاهز فيما، أكد عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة، أن وفد المعارضة الذي سيفاوض النظام السوري جاهز برئاسة رياض حجاب، رئيس الوزراء الأسبق، وأنه لا توجد خلافات بين فصائل المعارضة كما يدعي مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا. وقال "الحلواني": "هيئة التفاوض جاهزة برئاسة رياض حجاب، و90% من المعارضة متفقة عليها، إلى جانب أن 105 من الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية أيضا تدعم هذه الهيئة، أما ما قاله دي ميستورا فهو مخالف لتكليف الأممالمتحدة الذي يقضي بتهيئة الظروف لعقد مفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام وضمان تنفيذ بنود الاتفاق". موقف مخالف للأمم المتحدة وأوضح أن ما أعلن عنه دي ميستورا بأنه سيقوم بتشكيل وفد المعارضة مخالف لتكليف الأممالمتحدة، كما أنه مناقض لتصريحاته في السابق التي قال فيها إن المفاوضات يجب أن تكون سورية- سورية، وهو ما يؤكد الادعاءات التي تتهم مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا بأنه متحيز للنظام السوري. وعن موقف المعارضة إذا قام دي ميستورا بتشكيل الوفد المفاوض، أضاف "الحلواني" أنه لن تأتي الفرصة لدي ميستورا لتنفيذ هذا، لأن وفد التفاوض السوري جاهز، لافتا إلى أن المعارضة مازالت على موقفها المطالب بتنفيذ قرارات جنيف (1، 2، 3)، التي تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية ثم حكومة انتقالية ثم إجراء انتخابات رئاسية. معارضة على الطريقة الروسية وفي السياق ذاته، قال ميسرة بكور، المحلل السياسي السوري مدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان، إن ما لم تستطع روسيا أخذه في أستانة، باعتماد معارضة سورية "مفصلة على أهوائها" تحت اسم "المعارضة السورية الوطنية"، يسعى ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، لأن يقدمه لها من خلال إعلانه تأجيل موعد جنيف والتهديد بتشكيل وفد من قبله حسب الصلاحيات التي منحها له قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2245. وأضاف "بكور": "ما يحاول دي ميستورا فعله يحمل من الكذب الكثير، إذ علينا أن نتذكر أن المعارضة شكلت وفدا للتفاوض انبثق عن اجتماع الرياض، تحت عنوان "وفد الهيئة العليا للتفاوض" وحصل على مباركة المجتمع الدولي، ضم في عضويته ممثلين عن مختلف المنصات السورية المعارضة بما فيها منصة القاهرةوموسكو، والسؤال هنا: ألم يعقد اجتماع جنيف 2 بوفد الهيئة العليا للتفاوض كما شكِّل في الرياض، فلماذا لم يعترض حينها دي ميستورا وقبل بالإشراف على عملية التفاوض، ما الذي استجد الآن حتى ينفض دي ميستورا ما تم ويتذكر صلاحياته ويهدد بها؟". تمييع المعارضة وفيما يتعلق بتهديد دي ميستورا بتشكيل وفد للمفاوضات، أكد الكاتب والمحلل السوري أن هذا الاقتراح يدور في الفلك الروسي، وهو يصب في باب "تمييع" وفد المعارضة من خلال معارضات عميلة لنظام بشار الأسد أو تلك الشعوبية الانفصالية التي قدمت دي ميستورا لروسيا وقبلت ببقاء بشار الأسد المسماة "سوريا الديمقراطية الكُردية". وتابع: "رغم إثناء القرار على جهود الرياض في تشكيل وفد مفاوض من المعاوضة السورية، إلا أنه أحاط بالاجتماعات التي عقدت في موسكووالقاهرة، ما يشير إلى تعمد التشكيك في شمولية التمثيل في الهيئة العليا للمفاوضات، كما أنه فوّض مهمة إتمام تشكيل وفد المعارضة المفاوض للمبعوث الدولي الخاص ستيفان دي مستورا، كما عمد لإرضاء روسيا وحلفائها؛ حيث جاء في إحدى فقرات القرار رقم "2245": يضطلع المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا بوضع اللمسات الأخيرة على الجهود المبذولة تحقيقًا لهذه الغاية، وربما يتم لي عنق النص ليسمح لدي ميستورا بفرض رؤيته على وفد المعارضة من خلال هذه الفقرة التي تحتمل الكثير من التفاسير". لا نملك رفاهية الرفض وأوضح "بكور" أن "الهيئة العليا للتفاوض لا تمتلك ترف رفض المشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مع النظام رغم غياب أي ضمانات دولية لتحقق عملية سياسية انتقالية". واستطرد: "أما بخصوص ما تريده المعارضة من مفاوضات جنيف في العشرين من الشهر الحالي، فهو بكل وضوح تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها بيان جنيف بشكل كامل، ولا يقبل الاحتمالات أو المهادنة والتسويف".