قبل 200 عام، كان اكتشاف مبد أبو سمبل بأقصى جنوب مصر. وكان حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الوطني للشباب بأسوان أمس، السبت، عن ضرورة الاحتفال بهذه المناسبة لافتا للعديد من المتابعين، فقد تمكن الرحالة السويسري يوهان لودفج بورخارت من الوصول لشلالات النيل وهناك كانت المفاجأة. يقول حسام عبود، مدير آثار أبو سمبل، إن قصة اكتشاف المعبد ترجع لعام 1813م أثناء زيارة الرحالة والمستكشف السويسرى يوهان لودفج بورخارت جنوب مصر لاستكشاف شلالات النيل، وأثناء مروره أمام معبد أبو سمبل الذى كان مردوما بالرمال فيما عدا بعض وجوه التماثيل، لم يكلف خاطره بالنزول لرؤية هذه الوجوه واكتفى بذكر ما رأى فى مذكراته فقال "رأيت وجوه تماثيل تشبه التماثيل الإغريقية". وأضاف "عبود": "لعل دفن الرمال لمعبد أبوسمبل هو السبب الرئيسى لعدم ذكره ضمن عجائب الدنيا القديمة، إلا أنه بعد مرور 4 سنوات جاء المستكشف الإيطالى الصقلى المولد جيوفانى بلزوني، وبعد اطلاعه على مذكرات بورخارت، قام برحلة استكشافية إلى أعالى النوبة، وعقب وصوله لموقع معبد أبوسمبل، وفى عز صيف أغسطس 1817 م استأجر بلزونى عمالا من المنطقة وقام بإزاحة الرمال من على تماثيل الواجهة حتى داخل المعبد، واكتشف صالاته وردهاته إلى أن وصل إلى قدس الأقداس الخاص بالمعبد الذى توجد به تماثيل الآلهة إلى جانب تمثال رمسيس الثانى". وتابع: "قام بلزونى بتخليد ذكراه وتقليد الفراعنة بحفر اسمه فى الحائط الشمالى لقاعة قدس الأقداس الخاصة بالمعبد، وهى آخر غرفة، ليعلن عن وصوله واكتشافه للمعبد". واستطرد: "يواكب أغسطس المقبل ذكرى مرور 200 عام على اكتشاف المعبد الذى صمد لآلاف السنين، متحديا كل الظروف البيئية وتقلبات الزمن من فيضانات النيل واضطرابات النهر ووعورة المنطقة الصحراوية، والأهم من ذلك تعاون وتكاتف العالم أجمع لحماية هذا التراث الإنسانى الذى ليس له مثيل وإنقاذه من خلال الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة، والتي كانت ملحمة إنسانية لإنقاذ هذا التراث الإنساني". وحول سبل الاستفادة من هذا الحدث العالمى، قال عبود: "يجب من خلاله الترويج لآثار مصر وتراثها وإعادة إحياء الحركة السياحية الوافدة لمصر، خاصة السياحة الإيطالية، والاحتفال لابد أن يكون عالميا تشارك فيه دول العالم وعلى شرف الحكومة الإيطالية، حيث إن مكتشف هذا المعبد إيطالى، وذلك في إطار استخدام الثقافة كقوة ناعمة لاستعادة العلاقات المصرية الإيطالية كسابق عهدها، لأنها حضارات عاشت سويا وأثرت وتأثرت كل منها سويا، فأباطرة الرومان تخلد ذكراهم المعابد المصرية، ومعابد روما بنيت من أحجار جبال مصر".