ربما يبدو ذلك الأمر غريبا بالنسبة للبعض، لكن الصور المفبركة ليست أمرا مستحدثا، ولم تكن مرتبطة دوما بالتقدم التكنولوجي وظهور برامج وتقنيات تعديل الصور والتلاعب فيها، بل على العكس، فهي موجودة منذ العصور السحيقة، وتعود بجذورها إلى بدايات الصحافة المصرية. ووفقا لما جاء في منشور على صفحة "تاريخ بدون تشويه" على موقع "فيس بوك"، فإن أول واقعة "فبركة" في تاريخ الصحافة المصرية قام بها شخص يعرف باسم "محمد أفندي توفيق"، والذي أصدر أول جريدة تهتم بأخبار "الحمير" في مصر عام 1900، وأطلق عليها اسم "حمارة منيتي"، وذلك بهدف تحقيق الشهرة. وأمره الخديوي "عباس الثاني" بتلفيق "فضيحة أخلاقية" للإمام "محمد عبده"، مفتي الديار المصرية في تلك الفترة، وأحد رموز العصر، والذي كان على خلاف مع الخديوي، فقرر التخلص منه من خلال تشويه سمعته. وذكر المنشور أيضا أن الخديوي أغرى صاحب تلك المجلة بالمال والسلطة وجعله ينشر صورة ملفقة ل"محمد عبده" وهو بين جماعة من "نساء الفرنجة في وضع لا يليق بسمعته كرجل دين ومفتي للديار المصرية". لكن التحقيقات أثبتت أن تلك الصور "ملفقة"، وُعوقب "محمد أفندي توفيق" بالسجن لمدة 6 أشهر في عام 1904 على خلفية تلك الواقعة. وذكرت صفحة "تاريخ بدون تشويه" أن الكاتب "إبراهيم عبده" أكد في كتاب له تحت عنوان "تاريخ الصحافة المصرية" أن تلك هي أقدم واقعة فبركة صور في تاريخ الصحافة.