كشفت صحيفة "العرب" اللندنية أن قطر تعمل على الاستفادة من التوترات المتزايدة بين مصر والسعودية في الملف الإثيوبي، من أجل خلق تقارب لها مع حكومة أديس أبابا. وأوضحت الصحيف أن زيارة وزير الخارجية القطري تطرح تساؤلات حول تحول أديس أبابا إلى مزار لبعض دول الخليج في الفترة الراهنة لصناعة مسار سياسي ما من أزمة سد النهضة. وبينت الصحيفة أن قطر دخلت على خط الحساسيات السعودية المصرية المتزايدة عبر إرسال وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في زيارة إلى أديس أبابا، في الوقت الذي أعربت وسائل إعلام مصرية عن قلقها من أن يصبح موضوع سد النهضة جزءا من التجاذبات مع الخليج. ودعا وزير الخارجية القطري نظيره الإثيوبي ورقنه جيبيو إلى زيارة الدوحة، لوضع الترتيبات النهائية لزيارة سيقوم بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى إثيوبيا في المستقبل القريب، دون أن يحدد موعدا للزيارة. ولفتت الصحيفة إلى أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إلى أوغندا الجمعة الماضية، أظهرت تحول ساحة الخلافات المصرية الخليجية سريعا إلى إفريقيا. وترى دول الخليج في إثيوبيا منطقة قريبة ومستقرة للاستثمار الزراعي وتأمين الواردات الغذائية، وتراهن على أن الاستثمار الزراعي فيها قد يؤمن جزءا كبيرا من سلة الغذاء الأساسية للمنطقة. لكن مصر تعتبر أن سد النهضة الذي أنشئ لتخزين كميات كبيرة من مياه نهر النيل، الشريان الحيوي لمصر والسودان، مصدر تهديد لأمنها القومي. ويقول محللون ودبلوماسيون إن الزيارة التي يقوم بها وزير خارجية قطر إلى إثيوبيا تأتي في سياق اللعب على وتر التوتر في العلاقات المصرية السعودية عبر التقرب من أديس أبابا التي تتنازع مع القاهرة بشأن سد النهضة.