2016 عام انحسار تنظيم "داعش" الإرهابى خسر آلاف المقاتلين في مختلف العمليات على الجبهات السورية والعراقية والليبية الحملة الدولية افقدته قادة بارزين مثل أبو محمد العدناني وأبو عمر الشيشاني وشاكر أبو وهيب تراجع الضخ الاعلامى للتنظيم عبر شبكات التواصل من 90 رسالة ل20 فى الدقيقة تراجع المواد المصورة من واحدة فى اليوم إلى واحدة كل اسبوع نبيل نعيم: تراجع "داعش" ميدانيا بالعراقوسوريا وليبيا بنسبة 60 % سامح عيد: لم يتبق ل"داعش" إلا 40 % من قواته تعتبر سنة 2016 وتحديد الربع الاخير منها الاشد فتكا بتنظيم "داعش" منذ إعلان أبو محمد العدنانى المتحدث السابق باسم التنظيم قبل أكثر من عامين قيام دولة الخلافة في أجزاء من العراقوسوريا. وبلغت الحرب على التنظيم ذروتها بعملية استعادة الموصل بالعراق وهي أكبر مدينة على الإطلاق تقع في قبضة مسلحي التنظيم وتجرى هذه العملية بالتزامن مع عملية غضب الفرات التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية باتجاه الرقة في سوريا وأيضا مع عملية درع الفرات التركية السورية شمال وشرق مدينة حلب. كما تجرى حملة منفصلة للغرض نفسه فقوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تقدمت أشواطا كبيرة ضمن عملية البنيان المرصوص لإخراج تنظيم الدولة من مدينة سرت وهي جزء من ولايات أعلن قيامها في ليبيا. وبدأ التنظيم بعد أشهر من انطلاق أولى العمليات الكبرى لإخراجه من أكبر مدن غربي العراق ومن الشريط الحدودي بين سورياوتركيا شمال مدينة حلب يخسر أراضيه بالسرعة التي سيطر بها عليها سواء وإن كانت تلك الخسارة تحدث بصعوبة كما تشهد على ذلك مقاومته في الموصل وقبل ذلك في الفلوجة والرمادي. ومن المؤكد أن الحملة العسكرية للتحالف الدولي قد أنهكت التنظيم وأفقدته خلال سنة 2016 قادة بارزين مثل المتحدث الرسمي باسم التنظيم "أبو محمد العدناني"، والقائد الإعلامي "أبو مارية العراقي" المسؤول عن القطاع الإعلامي العسكري، إلى جانب عدد آخر من المسؤولين الإعلاميين من بينهم "ميسرة الغريب"، و"ناصر الجزراوى وأبو عمر الشيشاني وشاكر أبو وهيب. وخسر التنظيم -وفق بيانات غربية- آلاف المقاتلين خلال سنة 2016 في عمليات التحالف وفي مختلف العمليات على الجبهات السورية والعراقية والليبية الا أن ساسة وخبراء أمنيين حذروا من أنه قد يكون أشد خطرا حتى وهو يخسر أراضيه ويشيرون إلى قدرته على تنفيذ عمليات كبيرة كما حدث سابقا في فرنسا وبلجيكا والعراق وغيرها من الدول. على جانب اخر كشفت دراسة خاصة عن التداعى الإعلامي لتنظيم "داعش" عبر شبكة الإنترنت، وذلك عقب إنهيار منظومتها المتكاملة من المخازن الإلكترونية ك"الفرقان، الاعتصام، الحياة، الأجناد"، ومنصات إعلامية، ومطابخ الإعداد والتخطيط، والتجنيد والتأهيل، وكذلك حسابات وصفحات التسويق، إلى جانب الهاكرز والتشويش "المشاغبة الإلكترونية". ووفقا لدراسة فبعد أن بلغ أعلى قياس للضخ الإعلامي ل"داعش" في نوفمبر 2014، بمتوسط 90 رسالة عبر شبكات التواصل والوسائط الأخرى في الدقيقة الواحدة وصلت في 26 نوفمبر 2016 إلى أدنى مستوى حيث بلغت 20 رسالة فقط. كما أنهارت شبكة علاقات الحسابات "المُتابعين والمُتابِعين وحجم التداول"، بحيث لا يتعدى حاليا متوسط الشبكة ال40 نقطة، بعد أن وصل في ذروته إلى "600" نقطة في 2014. وفيما يتعلق بإصدارات "داعش" الإعلامية، التي عادة ما كانت تبث من قبل منصات خاصة بالتنظيم، فبينما كانت تبث بما يعادل مادة يوميًا صوتية أو مرئية "جديدة" في 2015، انحسرت إصداراتها في نهاية 2016 بمادة واحدة أسبوعيا. من جهته أكد الشيخ نبيل نعيم، القيادى السابق بالجماعة الجهادية، أن الربع الاخير من عام 2016 شهد تراجعا ميدانيا كبيرا للتنظيم الإرهابى "داعش" خاصة فى مناطق النفوذ الثلاث له وهى "الموصل بالعراق وحلب بسوريا وسرت بليبيا" مؤكدا أن نسبة التراجع قاربت ال60% بهذه المناطق. وأوضح نعيم فى تصريحات ل "صدى البلد" أن مهاجمة التنظيم على كل الجبهات فى وقت واحد ساهم كثيرا فى تراجع نفوذه ... لافتا إلى أن التنظيم كان يعتمد على نقل مقاتليه من مكان لآخر حسب احتدام القتال لكن عملية مهاجمته فى نفس الوقت افقدته السيطرة وجعلته يتراجع. وأشار نعيم إلى الدور الذى قام به الطيران الروسى من استهداف لمعاقل التنظيم وقوافله ورصد تحركات مقاتليه وما نتج عن ذلك من تراجع كبير للتنظيم خاصة فى سوريا حيث فقد سيطرته على اكثر من 35 حيا بحلب. وأكد القيادى السابق بالجماعة الجهادية أن خسارة حلب تعنى الكثير للتنظيم الذى يعتمد عليها فى التمويل ونقل البترول إلى تركيا لبيعه بالإضافة إلى نقل الأسلحة وإدخال المجاهدين لافتا إلى أن بعض الدول طالبت بهدنة فى حلب حتى يستجمع التنظيم قوته وهو ما رفضته سورياروسيا لعزمهما على إبادة أنصار التنظيم بحلب. من جانبه قال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن التنظيم الإرهابى "داعش" تخلى تماما عن فكرة السيطرة على دولة كاملة وإدارة شئونها وتنظيم التعاملات بها وذلك نتيجة لما تكبده من خسائر بمناطق نفوذه بالشام وليبيا ومنع وصول الإمدادات إليه وعدم وجود أموال لضم مقاتلين جدد وتحديدا بعد تحول الموقف التركى الداعم له. وأضاف عيد فى تصريحات ل"صدى البلد" أن هذا التنظيم قرر الانسحاب الآمن لما تبقى من عناصره والتحول لمليشيا تسكن الجبال كما حدث مع نظام طالبان. لافتا إلى أن التنظيم قد يلجأ إلى القيام بعمليات نوعية واستهداف بعض الأبرياء فى البلدان التى شاركت فى التحالف الدولى ضده. وأكد الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن ما تبقى من قوام هذا التنظيم أقل من 40 %،مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الفرنسية أعلنت فى وقت سابق قتل ثلث عناصر هذا التنظيم وقد تكون عملية تحرير الموصل بالعراق وبعض الأجزاء من حلب بسوريا بالإضافة إلى ان سرت بليبيا قضت على الجزء الآخر.