* فى الذكرى السادسة لرحيل الفنانة برلنتى عبد الحميد * ولدت في بني سويف وعاشت بحي السيدة زينب * التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية والفنان زكي طليمات اكتشفها * تزوجت من المشير عامر بوثيقة عرفية وشهد عليها اثنان من أشقائه عام 1960 * عاشت تحت الإقامة الجبرية حتى باعت "راديو" ب 4 جنيهات لحارس العقار تحل اليوم، الخميس، الذكرى السادسة لرحيل امرأة أثارت الكثير من الجدل، وظلت لغزا غامضا في حياة المشير عبد الحكيم عامر.. فنانة لها طلة خاصة مفعمة بالأنوثة والجمال الساحر. اسمها الحقيقي نفيسة عبد الحميد حواس، استقرت بالقاهرة بحي السيدة زينب بعد نزوحها من بلدتها بمحافظة بني سويف، وحصلت على دبلوم تطريز ثم تقدمت إلى معهد الفنون المسرحية قسم النقد، ولكن سرعان ما أقنعها الفنان زكي طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل، وبالفعل تخرجت في المعهد في هذا القسم. الفنانة برلنتي عبد الحميد بدأت عملها في الفن من خلال خشبة المسرح بدور في مسرحية "الصعلوك"، حتى شاهدها أحد المنتجين ليختارها للعمل في أول ظهور سينمائي لها من خلال فيلم "شم النسيم" عام 1952 حتى توالت عليها الأعمال، إلى أن رشحها مخرج الواقعية صلاح أبو سيف للبطولة المطلقة في فيلمه الشهير "ريا وسكينة" عام 1952، والذي اعتبر محطة انطلاقها الحقيقية، وتم ترشيحها في العديد من الأعمال، منها "رنة الخلخال - لواحظ - درب المهابيل - الشياطين الثلاثة - طاقية الإخفاء - صراع في الجبل - دلال". ولا يمكن أن يتذكر الجمهور الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد دون أن يتذكر قصة زواجها الشهيرة من المشير عبد الحكيم عامر، والتي أودت بها في نهاية المطاف إلى المعتقل، وتزوجت من المشير عامر في 15 من مارس عام 1960 بوثيقة عرفية حسب الاتفاق الذي كان بين الزوجين، وشهد على العقد اثنان من أشقاء عامر، وبالفعل أصبحت برلنتي منذ ذلك التاريخ الزوجة الثانية للمشير. وحسب رغبة الزوج، اعتزلت برلنتي في نفس العام الفن والسينما، ولم تستطع الصحف آنذاك التوصل إلى سبب الاعتزال المفاجئ للنجمة التي كانت حققت الكثير من المجد والشهرة، فقد فضلت برلنتي دور الزوجة المحبة المخلصة لزوجها عن أي دور في الأعمال الفنية. الرئيس الراحل عبد الناصر عرف بالقصة كاملة، وعندما تحدث مع المشير لم ينف الزواج بل أكد أن زواجه منها لم يعلم به أحد. لم تدم سعادة المحبين كثيرا، فبعد 7 سنوات فقط حدثت نكسة 1967 واتهم عامر بالمسئولية عما لحق مصر من هزيمة، وأنه كان مع زوجته الفنانة الشهيرة في ذلك الوقت عندما بدأ الهجوم الجوي الإسرائيلي، ووضع عامر رهن الاعتقال، وعقب انتحاره وفي نفس العام اعتقلت برلنتي شهورا طويلة، وقد ذكرت برلنتي في كتابها الذي نشرته عام 2002 "الطريق إلى قدري.. إلى عامر" أنها تلقت معاملة قاسية للغاية حتى تم الإفراج عنها وخضوعها للإقامة الجبرية في شقة الزوجية بحي العجوزة دون عائد مادي تكسب منه. واضطرت ظروفها المالية الصعبة أن تبحث عن أي شيء تبيعه وتعيش منه، فقامت ببيع راديو "ترانزستور" إلى حارس العقار ب 4 جنيهات عاشت عليهما لمدة شهر كامل حتى استطاعت تدبير أمورها من جديد. وفي يوم 1 من ديسمبر من عام 2010، رحلت برلنتي عبد الحميد في مستشفى القوات المسلحة إثر تعرضها لجلطة بالمخ تاركة وراءها مشوارا فنيا ثريا وذكريات وأسرارا كثيرة شابتها الغموض والحيرة.