* خبراء عن محاربة أمريكا للإرهاب على فيس بوك: * خبير دولي: أمريكا بمفردها لن تهزم الإرهاب على "فيس بوك" * باحث بالحركات المتطرفة: المواجهة تفقد الإرهاب تفقده 80% من قوته * أستاذ إعلام: نجاح الدعاية المضادة ل"الإرهاب" على الفيس بوك له شروط في سابقة هي الأولى، أعلنت الإدارة الأمريكية، أنها تستخدم "فيس بوك" للتصدي للدعاية الإرهابية، من خلال الاشتراك بخدمات إعلانية مدفوعة الأجر، يتيحها موقع التواصل الاجتماعي، لانتقاء جمهور محدد، وإرسال رسائل مضادة للمتطرفين. التحقيق التالي يناقش إمكانية نجاح هذه الخطوة، وما الاستراتيجية المناسبة التي ستساعد على القضاء على الأفكار المتطرفة، وفق رؤى وتحليلات الخبراء. ففي هذا السياق، رحب العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، بإعلان الولاياتالمتحدة شراء مساحات إعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي وتوظيفها في الدعاية المضادة للتنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن نجاح هذه التجربة متوقف على التعاون الدولي الجاد بين دول العالم، والاستراتيجيات الموضوعة لاستخدام هذه المساحات بشكل يفقد هذه التنظيمات ماسحة كبيرة لنشاطها. وقال "عكاشة": مواقع التواصل الاجتماعي ساحة عمل مهمة للتنظيمات الإرهابية، ومجال خصب لتجنيد الشباب والترويج لنشاطاتها، ومن المنتظر والجيد أن تتجه جميه الدول إلى هذه الساحة لمواجهة الفكر الإرهابي وضرب هذه التنظيمات في أحد أهم موارد العناصر البشرية، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعي ساحة عامة لا يمكن تجاهلها وتأثيرها قوي على كافة المناحي. وأضاف أنه لابد من الاستعانة بالمتخصصين والدارسين في هذا المجال لوضع استراتيجية فعالة لحصار هذه الجماعات على ساحات التواصل الاجتماعي المفتوحة، وأهم ملامح هذه الاستراتيجية هو تعاون جميع دول العالم، فالدولة الوحيدة التي أعلنت عن هذا الإجراء هي أمريكا، ولن تحقق فيه أي إنجاز إن بقيت بمفردها، غلابد من مشاركاتمن دول العالم أو الدول الرئيسة على الأقل، ودول أوروبا والشرق الأوسط، حيث إن لم يضم هذا الإجراء أطرافًا رئيسة فسيبقى عاجزًا ولن يتحقق أي خطوات للأمام. وأشار إلى أنه لا يمكننا الحكم على التجربة الآن إلا بعد أن تمضي قدمًا في التنفيذ، لأن نجاح هذه الاستراتيجية مرهون بمشاركة الدول وملامح الاستراتيجية المتوقع أن تسهم في الحد من قدرات هذه التنظيمات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تكون الدعاية المضادة بكل دول العالم ولا تقتصر على العربية أو الإنجليزية فقط. فيما أكد منير أديب، الباحث بشئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أنه في ظل عصر المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي، يجب على الدول اقتحام هذا المجال لمحاربة الإرهاب الذي يستغل هذه البيئة لتجنيد الشباب ونشر أفكاره الهدامة، فالمواجهة الإعلامية والفكرية تفقد الإرهاب 70-80% من قوته، أما المواجهات العسكرية فتأثيرها لا يتجاوز 30-40%. وقال "أديب": إن مواجهة الإرهاب اقتصرت خلال الفترة الماضية على المواجهة العسكرية والأمنية، سواء كانت ضربات عسكرية مباشرة أو تبادل المعلومات المخباراتية، وغابت المواجهة الإعلامية والفكرية، لذا لابد أن يتجه العالم إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة الأفكار الإرهابية والقضاء عليها من المنبع؛ حيث إن هذه التنظيمات تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لاستقطاب العناصر العناصر البشرية والترويج لأفكارها الهدامة، كما أن هذه المنصات لها تأثير قوي على قطاعات كبيرة في كافة أرجاء العالم. ولفت إلى أن دخول الولاياتالمتحدة إلى هذه المنطقة واعتزامها محاربة الفكر الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي سيعطي هذه الاستراتيجية زخمها وقوتها، خصوصًا ان بعض الدول حاولت الولوج إلى هذا المضمار ومحاربة نشر الأفكار الإرهابية على هذه المواقع، ولكن تأثير هذه المواجهة كان ضعيفًا، مشيرا أنه لا بد بعد تفعيل هذه الاستراتيجية من إجراءات ملازمة لها لتعطي تأثيرا مسلموما وهو توجيه خطاب لإدارة الفيس بوك لحذف كل ما يتعلق بنشر الأفكار الإرهابية والعدائية. وفي السياق ذاته، قالت الدكتور سهير عثمان، أستاذ قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للدعاية أمر ليس جديدًا، ولكن استخدام أمريكا له كوسيلة دعاية مضادة للأفكار الإرهابية يعد أول مرة يتم استخدامه من الدول بخصوص مسألة حيوية أو حماية الأمن القومي، وهذا الأسلوب ناجح ومن المتوقع أن يكون له تأثير قوي. وقالت "عثمان": أمريكا ستقوم باستخدام مواقع السوشيال ميديا باعتبارها أحد الأساليب التكميلية لأدواته العسكرية الاعتيادية لمكافحة الإرهاب، فهي تحاول الوصول لأكبر عدد من المستخدمين لهذه المواقع لتمنع تجنيدهم وتورطهم مع المنظمات الإرهابية، وقامت باختيار الفيس بوك لأنه الأكثر استخدامًا بين منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الخطوة ناجحة في محاربة الإهارب خصوصًا في محاولة لتنويع وسائل وأساليب مكافحة الإرهاب حتى تكون مؤثرة بالصورة المطلوبة. وأضافت أن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش يقوم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خفي أو علني لتجنيد عناصر بشرية جديدة والترويج لأفكارها ونشاطاتها، وأمريكا تحاول استخدام نفس السلاح كدعاية مضادة للتغلب على دعاية الجماعات الإرهابية، لافتة إلى أن هذه الاستراتيجية لن تكون الأساس ولكنها ستكون أساليب معاونة وأداة معنوية بجانب الأدوات العسكرية. وفيما يتعلق بملامح الاستراتيجية التي يجب استخدامها في محاربة الإرهاب على وسائل التواصل الاجتماعي لكي تنجح، أوضحت أستاذ قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه لابد من تحديد الجمهور المستهدف من الدعاية حتى تتم صياغة الرسالة الإقناعية المناسبة لاستقطاب هذه القطاعات وإبعادها عن سهام التنظيمات الإرهابية.