قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، إن حديث «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» صحيح وثابت وورد فِي الصَّحِيحَيْنِ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وذكر «الهدهد» خلال تقديمه برنامج «بلاغة الرسول» سند الحديث فعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قِيلَ: أَرَأَيْت إنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ قَالَ: أَرَأَيْت إنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفِ قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْت إنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ الْخَيْرِ قَالَ: أَرَأَيْت؟ إنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: يُمْسِكُ عَنْ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ». وأوضح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحث على الصدقة في هذا الحديث، ويبين أن أنواعها متعددة، ولا تقتصر على بالمال، وإنما تشمل الصدقة بالمال والبدن، وبكل ما فيه نفع قاصر على صاحبه أو متعدٍ إلى الغير، وقد بدأ صلوات الله وسلامه عليه بالصدقة بالمال، لأنها أفضل الصدقات. وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد أن الإسلام يرتبط بفعل الخيرات، وأن كل مسلم لا ينفك عن المطالبة بفعل الخير على أي مستوى من المستويات، وأنه ليس في محل عفو من ذلك، مشيرًا إلى أن الرسول قدم الخبر على المبتدأ في جملة على كل مسم صدقة ليكون الأمر إلزاميًا. وألمح إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- راعي أحوال المسلمين، فجاءت الصدقة متعددة وليست بمال فقط، وأما من لم يجد المال ليتصدق به؛ فإن الله تبارك وتعالى فتح له أبواب الصدقة بالبدن؛ فمنها الصدقات العملية مثل: إغاثة الملهوف وإعانة المستغيث، وإزالة القذر من المسجد وتنظيفه، وتطهيره وتطييبه، وتنحية الأذى من شوك أو حجر وغير ذلك عن الطريق، والعدل بين المتخاصمين. وتابع: ومن الصدقات القولية ما يتعدى نفعه إلى الغير؛ كتعليم الخير من تحفيظ القرآن، وتعليم العلم النافع للمسلمين، والدعاء لهم والاستغفار لهم.