قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النطق بكلمة التوحيد لا إِلَهَ إِلا اللهُ قبل الموت علامة على حسن الخاتمة وإن كان المسلم يفعل المعاصي والذنوب. واستشهد «عويضة» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» بما روي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ». رواه أبو داود (3116). وأجاب عن سؤال «أن لا إِلَهَ إِلا اللهُ علامات حسن الخاتمة، لكن هل تُغفر لقائها ذنوبه بمجرد ذلك؟ وهل يدخل في ذلك ما يتعلق بحقوق الآخرين؟ أم أنها علامة على حسن الخاتمة ولا تعني نجاته من العذاب؟، موضحًا أن هناك قولين لأهل العلم، منهم من قال إنها لا تعني نجاته من العذاب، ومنهم من قال إنها كافيته لينجو من العذاب وليدخل الجنة ابتداءً بدون حساب. وأشار إلى أن أصحاب الرأي الأول استدلوا بحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إله إِلاَّ الله فَإِنَّهُ مَنْ كانَ آخِرَ كَلمتِه لاَ إله إِلاَّ الله عِنْدَ المَوْتِ دَخَلَ الجَنَّة يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ»، رواه ابن حبان في "صحيحه" (7 / 272)، أي أنه يحاسب على ذنوبه ثم يدخله الله تعالى الجنة. ولفت إلى أن أصحاب الرأي الثاني قالوا إنه يدخل الجنة بدون عذاب على ذنوبه وإذا كانت عليه حقوقٌ ماليةٌ أو غيرها لأحد، فيكافئ الله تعالى صاحب الدين ويعوضه يوم القيامة، واستدلوا بظاهر حديث معاذ رضي الله عنه: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ». وألمح إلى أن الإمام النووي النووي قال في كتابه «شرح النووي على مسلم» (1 / 220): ويجوز في حديث «من كان آخر كلامه لا إله الا الله دخل الجنة»: أن يكون خصوصًا لمن كان هذا آخر نطقه، وخاتمة لفظه، وإن كان قبل مخلِّطًا؛ فيكون سببًا لرحمة الله تعالى إياه، ونجاته رأسًا من النار، وتحريمه عليها، بخلاف من لم يكن ذلك آخر كلامه من الموحدين المخلطين».