قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمُفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إننا في هذه الأيام والأوقات الفاصلة في تاريخ مصر والأمة العربية والإسلامية، نحتاج إلى العمل التطوعي، ولو كان التطوع بالدعاء. وأوضح «عاشور» في مداخلة هاتفية مع برنامج «مع الناس»، في إجابته عن سؤال: «دائمًا الدعوة إلى العمل التطوعي بجانب الأعمال الرسمية في إطار المشاركة المجتمعية، إلى أي مدى يستطيع هذا العمل الإسهام في دفع عجلة التنمية إلى الأمام»، أن العمل التطوعي بمعنى أن يؤدي الإنسان هذا العمل بدون تكليف من أحد، ولا يأخذ مقابل من هذا العمل إنما ينتظره من الله عز وجل. واستشهد بقوله تعالى: «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا» الآية 9 من سورة الإنسان، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان حياته كلها أعمال واجبة وتطوعية بقدر كبير. واستدل بأنه عندما جاء الوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المرة الأولى، قال للسيدة خديجة -رضى الله عنها-: يا خديجة إني خفت على نفسي، فذكرت له مقومات الأمان وعدم الخوف المتمثلة في العمل التطوعي، قائلة: «كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ، لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ»، كل هذه الأمور معناها مساعدة المحتاج والمساكين والأرامل. وأضاف «مستشار المفتي» أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين لنا أن المجتمعات لا تُبنى فقط على أعمال الحكومات، وإنما على منظمات وهيئات المجتمع المدني، بل على كل شخص، لذا فمصر لا تحتاج إلى شخص ومجهوده، ولكنها تحتاج إلى مئة مليون شخص بعدد سكانها، وعلى كل منهم أن يفعل ما يستطيع ولو بالدعاء لها.