ب صنعة لطافة-كما يقول التعبيرالعامي الشائع- وبرشاقة تثير الإعجاب, أراد القيادي الإخواني د. حسن البرنس أن يسرب للرأي العام مشروعية وصحة الاستغلال الإخواني للدين في السياسة. عندما أعلن ترحيبه بقيام حزب الدستور, الذي ينشئه د.محمد البرادعي, ثم قرن هذا الترحيب بقوله إن قيام شباب الحزب بتوزيع منشورات دعائية للحزب أمام المساجدتدفن مقولة لاسياسة في الدين, وعلي التيار المدني أن يتقبل العزاء فيها خلال الإنتخايات المقبلة! وأن توزيع تلك المنشورات, في أثناء صلاة العيد, يعني اعترافا رسميا بصحة فهم الاخوان للعلاقة بين الدين والسياسة!! لاياشيخ..؟ إن مافعله شباب حزب الدستور لاعلاقة له من قريب أو بعيد بالاستغلال الإخواني للدين, واستخدامه لخدمة أغراضهم السياسية!حزب الدستور حزب مدني مائة في المائة, وعندما يقوم شبابه وانصاره بتوزيع منشوراتهم, والقيام بأنشطتهم التعريفية بالحزب أمام المساجد, فإنهم يوزعونها أيضا أمام الكنائس والأندية والنقابات والتجمعات الجماهيرية المختلفة, باعتبارها تجمعات للمواطنين تسهل عملية الترويج للحزب, كما يحدث في أي مجتمع ديمقراطي في الدنيا, أما الإخوان, ومن ينتهجون أسلوبهم, فهم يستغلون المنابر وخطباء المساجد, ليس فقط للدعوة السياسية لجماعتهم وحزبهم, وإنما أيضا لمهاجمة الآخرين, بل والذهاب الي حد تكفيرهم, وربما ماهو أكثر! والصحف تمتليء كل يوم بما يتحفنا بتلك التهم, ودعوات التكفير والقتل والقصاص! فارق كبير يا د. حسن بين الإفادة من الطابع الإجتماعي الواسع للمناسبات والطقوس الدينية الجماعية (مثل الصلاة في المساجد و الكنائس وموسم الحج...الخ) لتحقيق منافع أخري مثل التجارة, أو الدعوة لحزب أو أو جماعة, وبين الإستغلال السياسي للدين علي الطريقة الإخوانية! تلك قضية أخري, وهي فهلوة ملعوبة, ولكنها لاتنطلي علي اللبيب! نقلا عن الاهرام