نعيش هذه الايام الذكرى ال 16 لاستشهاد الطفل محمد الدرة بنيران إسرائيلية، المشهد الذي تحول ل"أيقونة الكفاح الفلسطيني"، ويلاحق الاسرائيليين. تواجد الطفل محمد الدرة 12 عاما في منطقة إطلاق نار إسرائيلية عام 2000، اختبأ خلف والده، ليأوي والده خلف كتلة اسمنتية ليحمي نفسه وابنه من النيران الاسرائيلية. تظهر صور التقطتها كاميرا مراسل فرنسي أن إشارة والد الطفل لجنود الاحتلال الاسرائيلي كانت بغرض "وقف النيران". الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي كتب مقالا في 2007 بصحيفة هآرتس العبرية ذكر فيه أن محمد الدرة لايزال يلاحق إسرائيل، واعتبره أيقونة الكفاح الفلسطيني ورمزا للقسوة الاسرائيلية، وأضاف أن إسرائيل قتلت 850 طفلا وفتى فلسطيني منذ مقتل محمد الدرة. ولم تنكر إسرائيل في البداية أن قواتها ضربت الدرة، والذي كان في منطقة لتبادل إطلاق نار بين الاسرائيليين والفلسطينيين، عند مفترق نتساريم في 30 سبتمبر، وقد أقر الجيش الاسرائيلي بأنه قتل الطفل، ولكن بعد التحقيق تراجع، وأنكر في بيان رسمي مقتل الصبي. ويذكر تقرير في صحيفة "جيروزاليم بوست" نشر عام 2013 أن كتابا عن حرب الإعلام تناول دور وسائل الإعلام في الصراعات العسكرية بما فيها قضية الدرة، ويقول الكتاب إن تحقيقا إسرائيليا تأكد من أن الدرة لم يصب من الأساس. وينكر الكتاب حقيقة ما حدث، ويراها أنها مسرحية للتآمر على إسرائيل، نفذتها القناة الثانية الفرنسية. يذكر أن والد محمد الدرة واسمه جمال عاش مع زوجته أمل وأنجب منها 7 أطفال في مخيم بريج للائجين، بقطاع غزة، وقد كان الرجل وابنه في طريقهما إلى مزاد سيارات وفقا لحوار مع أحد أفراد العائلة.