أقام الرئيس الأمريكي باراك أوبامًا، إفطارًا رمضانيًا في البيت الأبيض ليلة الجمعة، تكريمًا للمسلمين الأمريكيين، مؤكدًا احترام الولاياتالمتحدة لحرية الأديان وفقًا لما ينص عليه الدستور الأمريكي، ومشيرًا إلى أن الإسلام مثل العديد من الديانات يمثل جزءًا من القصة الوطنية لأمريكا. ونوه أوباما في كلمة له خلال اللقاء، بأن الرئيس توماس جيفرسون يعتبر أول من أقام إفطارًا رمضانيًا في البيت الأبيض منذ 200 عام جمع الأمريكيين من جميع الأديان والمعتقدات في إطار احتفال الولاياتالمتحدة بأقدس أيامها، ومن بينها شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الحضور أطلعوا على نسخة القرآن الكريم التي تخص جيفرسون والتي تم الحصول عليها مجاملة من مكتبة الكونجرس، ونوه بأن هذا يدل على أن الإسلام- مثل العديد من الديانات- يمثل جزءًا القصة الوطنية لأمريكا. وأوضح أوباما، أن هذا الإفطار الرمضاني شارك فيه أعضاء من السلك الدبلوماسي ومن الكونجرس، ومن بينهم الأعضاء المسلمون بالكونجرس مثل كيث أليسون وأندريه كارسون، فضلاً عن قيادات من الإدارة الأمريكية، وقال لهم أوباما "رمضام كريم"، مشيرًا إلى أنه يوجهها إلى الملايين من المسلمين الأمريكيين في أمريكا وأكثر من مليار مسلم حول العالم. وأشار أوباما إلى مبادئ الإسلام السمحة التي تدعو إلى الرحمة والإحسان والسلام والعدالة والكرامة لجميع الناس رجالاً ونساءً، واستشهد بآية من القرآن الكريم تؤكد المساواة بين الرجل والمرأة -الآية رقم 195 من سورة آل عمران- ".. أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض". ونوه بأن المرأة المسلمة شاركت بشجاعة غير عادية في أحداث الربيع العربي جنبًا إلى جنب مع الرجل، وانطلقت إلى الشوارع للمطالبة بحقوقها العالمية وحريتها. وأشار أوباما إلى أسماء عدد من المسلمين الأمريكيين.. وقال إنهم من بين المسلمين الأمريكيين الكثيرين الذين يعززون الولاياتالمتحدة كل يوم، منوهًا بأن هذا التنوع هو الذي يجعل الأمريكيين أمريكيين، ومؤكدًا أن أمريكا لن تفقد تعدديتها مطلقًا. وأكد أوباما أن الهجوم على الأمريكيين من أي عقيدة هو اعتداء على حرية جميع الأمريكيين، وأنه لا يجب أن يشعر أي أمريكي بالخوف على سلامته في مكان عبادته، وأن كل أمريكي له الحق في ممارسة دينه علنا وبحرية وفقًا لاختياره.. مشيرًا إلى أن هذا ليس فقط حقًا للأمريكيين بل حق من حقوق الإنسان العالمية، وأن أمريكا ستدافع عن حرية الدين، داخل أمريكا وفي جميع أنحاء العالم. وشدد أوباما على أن أمريكا ستأخذ المثل والقدوة من قوة التداخل والتماسك بين المجتمعات فيها.. بما في ذلك المجتمع الإسلامي بها.