سبحان الله العلى العظيم.. لسه كنا بنتكلم الأسبوع اللى فات عن الإرهاب.. زى ما يكون الواحد قلبه حاسس.. ما صبروش كام يوم.. لا أرغب فى اتهام أحد بعينه لكن توقيت العفو الشامل عن رموز الإرهاب توقيت مريب ويفتح صناديق وسراديب الشك والريبة التى تأتى الأحداث لتؤكدها.. مع كل الأحداث الموازية من زيارات لحماس وتصريحاتهم وفتح المعابر دون رقيب، والاستمرار فى إدارة الظهر والطناش على الأنفاق بدعوى أنها مفتوحة من النظام السابق.. طب يا عم ما تغير النظام السابق.. أمال انت جاى ليه؟؟.. أتمنى أن يكون ما نسمعه عن دكها حقيقيًا.. الأنفاق يجب أن تدك تمامًا وفورًا.. فأى تأخير فى دكها معناه أننا نعطى مهلة للمستفيدين الذين أصبحوا مليونيرات من قوت المصريين وجرّفوا خيراتهم.. بمعنى احنا جايين أهو.. الحق نفسك.. زى ما حصل مع الحكم السابق وتم تهريب الفلوس كلها قبل إلقاء القبض عليهم.. نحن لسنا ضد الغزاوية.. ما يدخلوا مصر آمنين من معابر شرعية لمصر سيادة كاملة عليها أمنيا ورقابيا.. شريطة أن مصر تكون آمنة كمان.. ولاّ إيه؟؟.. واذا كانت الأنفاق تفيد بعض الناس هناك.. طب إيه رأيك تقلبها زى الشراب؟؟.. يعنى احفر النفق من عندك ويفتح فى إسرائيل.. وساعتها حسابك مع ربنا بقى.. جرّف فى خيرات إسرائيل وهرّب بضاعتها وعيش يا عم. ■ فى ظروف كتير ربنا يباعد بينها ويهون فيها.. يتوفى غالى.. وتكون فى عز المعمعة.. أثناء الإجراءات ومراسم التشييع والدفن تتدور تلاقى واحد ساندك دراعه ف دراعك.. بيجرى يحط كتفه تحت النعش.. واحد بيحفر مع الحانوتية.. واحد بينزّل الجثمان بإيده وبيتصدر قراءة القرآن ويمكن بيحاسب الناس من جيبه.. تتوقف وتتأمل لحظة.. وتخترق ذاكرتك مشاهد.. ده أنا متخانق معاه ومقطعين بعض من يومين.. بيننا خلافات تجعلنى لا أطيقه ولا يطيقنى.. إزاى يكون ف كتفى وبيسندنى ومتصدّر المشهد كده؟؟.. ولكنك فى ظرف لا يسمح لك بأن تستوقفه لتسأله.. وقد تنتهى مراسم اليوم الشاق الحزين فتبحث عنه بعينيك لتشكره أو تسأله، ولكنه فى الغالب يكون قد اختفى دون أن ينتظر ليرد على استفسار أو يستغل الفرصة ليحصل على غفران أو هدنة. ■ هكذا تربينا وهكذا تعلمنا.. ولكن خسارة العلام والرباية دى كلها لما تتمرمغ فى الطين وتغور فى الوبا. ■ فى جنازة شهداء الوطن.. أعز وأشرف الرجال.. الذين قتلتهم أيدى نجسة لبشر أنجاس.. ذهبت أشارك فى وداع الغاليين.. لأجد نفسى واقفة على جنب أشاهد كوكتيل من الفوضى والتخبط.. الكل معنى بإثبات موقف ووجهة نظر.. الكل يصرخ بلا توقف.. ويلقى بالاتهامات ويندد ويهدد.. الكل متربص للكل.. وينوى به شرًا.. الكل يمارس سلوكاً انتقامياً.. وللأمانة الكل حزين جداً على خسارة الوطن لشبابه وخيرة رجاله.. لكن أى وطن.. وطن مين فيهم.. هذا هو السؤال.. ■ تمت إهانة وضرب عدد من الرموز والشخصيات العامة وغير العامة كمان.. ولكن أى رموز وأى شخصيات؟؟.. لو استرجعنا الأسماء لوجدنا أن من أهينوا يأتون من خلفيات مختلفة.. لم يكن من شيعوا الجثامين من فريقين منفصلين أو متضادين.. يعنى لم يكونوا شعب وإخوان مثلا فقط.. ولكنهم كانوا من توجهات مختلفة.. فهذا إخوانى وهذا إسلامى وهذا ستة إبريلاوى وهذا ثورجى وهذا حزب كنبة.. وللحق الكل يشعر أن الجثامين ملك خاص له وهو الوحيد المنوط به الحديث عنها أو الدفاع والانتقام لها.. ولكن فى نفس الوقت الكل لا يقبل الكل.. وإن كانت الغلبة فى حالة هذه الجنازة كانت تعود للموقع.. فمكان النصب التذكارى المواجه للمنصة هو مكان جمهور المنصة المعادى للحكم الحالى.. ولهذا كانت له الغلبة.. إلا أن التعديات من الجانبين كانت موجودة.. فلم يتلخص الموقف فى ضحايا من جبهة ومتعدين من جبهة أخرى.. لأ كان الموقف متشابك ومتداخل.. ولو كانت هذه الجنازة خرجت من التحرير مثلا لانعكس الموقف ومالت كفة فريق على الآخر.. الحكاية عدد أفراد.. لكن العداء موجود.. والكراهية مستعرة.. والانشقاق الفعلى حصل.. يعنى أصبح من الصعب جدا رأب الصدع.. كيان الشعب تصدع والشرخ وصل للعضم.. مين اللى ضاع فى النص؟؟.. الجثامين وأهالى الشهداء رغم مهابة المشهد الذى كان يجب أن يصمت أمامه الجميع ولا يتذكروا الا الترحم والقسم على الانتقام من العدو مش من بعض.. والعدو قاعد مهيص وبيضحك فى الدخانيق فى سينا.. ومع كل هذا الصراخ المتواصل يصعب جدا تخيل أن أحدا سيفكر.. فالتفكير يحتاج إلى الصمت.. لكن اذا اشتغلت الحنجرة بيعطل المخ.. ■ حقيقة أنا أتحيز لطرف ولا أطيق طرفا آخر.. أنا ضد الدولة الدينية مهما كانت المبررات والظروف والتصرفات.. لا تخدعنى مظاهر ولا كلام معسول ولا ابتسامة عريضة ملزوقة عالوش بسوليتيب.. ولا يقبل عقلى مقولات تلبس مسوح الملائكة وتخبئ فى جيوبها أنصال سكاكين ولا فتاوى تذهب بعقلى إلى أقرب بلاعة.. وأتحيز للدولة المدنية لدرجة التعصب.. لم يكن هذا التعصب موجوداً من قبل.. كنت على استعداد لقبول المنطق إلى أن افتقدته تماما فى الخطاب المضاد.. فدفعت دفعاً للتعصب.. ولكنه تعصب جدالى ومبدئى.. لا يصل أبدا لمد اليد والتطاول والتدافع ورفع الأحذية وسب العالم بأمهاتهم.. ثم الاشتباك والتقطيع والتمزيع.. دى كده ماتبقاش لا دولة مدنية ولا دينية.. دى تبقى حوش بردق وحلبة سيرك أرياف وضيع م اللى بيلعّب الأرانب ويقول عليهم أسود.. والواقع يقول إن الجبهتين.. الدينية والمدنية تستخدمان نفس الأساليب ونفس الشردحة ونفس القبح.. وكأننا.. كلنا.. أصبحنا نرضع مقالب القمامة والمخلفات الحيوانية ثم نتجشأها فى وجه بعض.. ■ ولكنى أيضا لا أفهم لماذا يختلف أنصار الدولة المدنية الذين أنتمى إليهم إلى هذا الحد.. لماذا لا يفيقون إلى أن الخطر الداهم يكمن فى التشتت والفرقة.. سئمت تماما كل الألقاب والتصنيفات والقوائم السودة والبنفسجى التى يطلقونها على أنفسهم.. وإهالة التراب على كل الشخصيات والرموز وكل صاحب رأى.. فلو اتحد الجميع لأصبحت هناك قوة مدنية أهم ما يجب أن تتميز به هو العقلانية والقدرة على الجدل والمثابرة للوصول للهدف.. أما هكذا فلا أرى أى أمل.. وكل المطلوب من هذه القوى المدنية هو الحفاظ على مكانها وحقها فى إدارة هذا البلد.. وإنقاذه من السقوط فى جب الماضى أو ممارسة قيادته على طريقة الهواة الحالمين المحلقين فى أسقف الغرف كالبالونات.. ■ وبصفتى مواطنة مهمومة جدا بوطنها فإننى أحذر.. إذا استمرينا على هذا السلوك غير الحضارى فإن حرب الشوارع على الأبواب.. فالعصبية ستعصف بكل منطق.. والغل يتصاعد بصورة مخيفة.. وسيحدث انفلات جماهيرى يباركه الانفلات الأمنى وتظلله القرارات الطائشة.. ■ على الجميع أن يهدأ بقى.. أو يتهد ويكن.. يعطى فرصة للعقل شوية.. ويغير المنهج.. كده محدش حايكسب حاجة.. وإذا كنت فاكر إن الأزمة الخانقة الرهيبة التى نمر بها طوّلت.. وأنك بهذه الطريقة ستتخلص منها وتعود الأمور لطبيعتها.. أنت واهم يا صاحبى.. داحنا حانفضل فى الهبل ده لحد ما نشحت ونفتقر ونمشى ريالتنا ساقطة على صدرنا.. وأصغر شارع فى اى دولة نامية حايلملنا عشان ناكل.. وينشروا صورنا فى وسائل الإعلام العالمية زى الصومال اللى كنتوا بتتفرجوا عليها فى الصور وتتصعبوا.. وسنحمل على صدورنا يافطة بتقول «هنا يرقد شعب غبى».. ■ بعد موقعة مدينة الإنتاج الإعلامى وهجوم ميليشيات الإخوان عليها للقضاء على الإعلام الفاسد وتكسير سيارات الإعلاميين وضربهم وتهديدهم .. نسأل سؤال: هى قنوات الفتنة الطائفية والتعصب الدينى التى تسب الناس بأقذع الألفاظ وتشيع الفُرقة وتحث على الجريمة باسم الدين وترتكب جرائم الازدراء الدينى والشخصى والمجتمعى ثابتة بالأدلة والصوت والصورة أربعة وعشرين ساعة.. بتبث منين؟؟؟ نقلا عن "المصرى اليوم"