قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن قول العبد «آمين» عقب قراءة الفاتحة، أو عقب دعاء الخطيب في خطبة الجمعة أو الاستسقاء، أو عقب القنوت، أمر مشروع، ومعناه «اللهم استجب». وأكد «عاشور» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، أن قول «آمين» بعد الفاتحة ليست من آيات القرآن، وليست من آيات الفاتحة ولا ينطبق عليها أحكام التجويد. وأشار إلى أنه يجوز مد الألف والياء حركتين أو أربع أو ست، فإن كلمة آمين أصلها همزتان، حققت الأولى منها وأبدلت الثانية منها ألفا مديَّة، فصارت ما يعرف بمد البدل، ويمد بمقدار حركتين عند حفص، وبمقدار حركتين أو أربع أو ست في رواية ورش عن نافع، والياء ساكنة مدية، بعدها حرف يوقف عليه وهو النون، فصار مدها ما يعرف بالمد العارض للسكون، ويمد بمقدار حركتين أو أربع أو ست. جدير بالذكر أنه ورد في «آمين» عدة لغات، والمشهور لغتان: المد والقصر، مع تخفيف الميم فيهما، وأشهرهما وأفصحهما: المد مع التخفيف، قال الحافظ ابن حجر في كتاب "الفتح" (2/262): «التَّأْمِينُ مَصْدَرُ أَمَّنَ بِالتَّشْدِيدِ، أَيْ: قَالَ آمِينَ، وَهِيَ بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيفِ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ وَعَنْ جَمِيعِ الْقُرَّاءِ، وَحَكَى الْوَاحِدِيُّ عَنْ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيُّ الْإِمَالَةَ، وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ أُخْرَى شَاذَّةٌ: الْقَصْرُ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وَأَنْشَدَ لَهُ شَاهِدًا، وَأَنْكَرَهُ اِبْنُ دَرَسْتَوَيْهِ وَطَعَنَ فِي الشَّاهِدِ بِأَنَّهُ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَالتَّشْدِيدُ مَعَ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وَخَطَّأَهُمَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ" روى الترمذي (248) عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: «غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ»، فَقَالَ: (آمِينَ)، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، وفي رواية البيهقي (2/ 83): «رَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ وَطَوَّلَ بِهَا». ويشرع المد في «آمين»، وفي ذلك قولان للعلماء، أولهما: أن يمد الألف والياء دون إفراط، كأن يمدهما مدًا طبيعيًا، ومقداره حركتان، قال الرحيباني في "مطالب أولي النهى" (1/431): «وَكُرِهَ إفْرَاطٌ بِتَشْدِيدٍ وَمَدٍّ»؛ لِأَنَّهُ إخْرَاجٌ لِلْقِرَاءَةِ عَنْ مَوْضُوعِهَا. ورأى أصحاب القول الثاني أنه يجوز مد الألف والياء حركتين أو أربع أو ست، فإن كلمة آمين أصلها همزتان، حققت الأولى منها وأبدلت الثانية منها ألفا مديَّة، فصارت ما يعرف بمد البدل، ويمد بمقدار حركتين عند حفص، وبمقدار حركتين أو أربع أو ست في رواية ورش عن نافع، والياء ساكنة مدية ، بعدها حرف يوقف عليه وهو النون ، فصار مدها ما يعرف بالمد العارض للسكون، ويمد بمقدار حركتين أو أربع أو ست، فقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (2/696): «آمِينَ، يَمُدُّ بِهَا» أَيْ: بِالْكَلِمَةِ يَعْنِي فِي آخِرِهَا، وَهُوَ مَدٌّ عَارِضٌ، وَيَجُوزُ فِيهِ الطُّولُ وَالتَّوَسُّطُ وَالْقَصْرُ، أَوْ مَدٌّ بِأَلْفِهَا، فَإِنَّهُ يَجُوزُ قَصْرُهَا وَمَدُّهَا، وَهُوَ مَدُّ الْبَدَلِ، وَيَجُوزُ فِيهِ الْأَوْجُهُ الثَّلَاثَةُ أَيْضًا».