ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة على المناقشات الأمريكية-التركية، أن مسئولي الولاياتالمتحدة يستبعدون تسليم الداعي التركي المعارض فتح الله جولن لأنهم لم يقتنعوا بالأدلة التي قدمتها أنقرة بل، وأعربوا عن انزعاجهم حيال تهديدات المسئولين الأتراك خلال التصريحات العلنية. وأضافت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم /الجمعة/ - أن مسئولين أمريكيين وأتراك ناقشوا سرا السيناريوهات التي يمكن بموجبها تسليم فتح الله جولن، بيد أن السلطات الأمريكية لم تقتنع بعد بأن هنالك دافع قوي لتسليمه. وكان جولن، الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا بمناطق ريفية، قد نفى الاضطلاع بأي دور في مؤامرة لقلب نظام الرئيس رجب طيب أردوغان. ونقلت الصحيفة عن المصادر المطلعة قولها إنه كلما ناقش المسئولون الأتراك - من ضمنهم الرئيس التركي ورئيس وزراؤه - علنا مسألة دور جولن المزعوم في الانقلاب وطالبوا بتسليمه الفوري، قلت احتمالية تحقيق ذلك، وإن مثل هذه التصريحات تثير شكوك حول العدالة المحتملة في معاملة جولن في تركيا. وأشارت المصادر إلى أنه لم يتم حسم أي قرار في هذا الأمر، ومن المتوقع أن تستمر مناقشات حول تسليم جولن لأشهر. ومع ذلك، قالت المصادر إنهم لا يستطيعون الآن تصور سيناريو للوضع إذا تم تسليم جولن في نهاية المطاف إلى السلطات التركية. ورفض محامو فتح الله جولن التعليق الفوري على هذه التوقعات. ومن جهة أخرى، قال مسئولون أتراك إنهم لم يعرضوا قضيتهم كاملة أمام الولاياتالمتحدة وأن المناقشات ما زالت جارية. وأضافوا أنه من المقرر أن يقدموا أدلة جديدة لنظرائهم الأمريكيين خلال الأسابيع المقبلة التي يعتقدون أنها ستبرز علاقة جولن بمدبري الانقلاب. واعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن مسألة تسليم المجرمين هي أحدى القضايا الشائكة للعلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا. وينظر الأتراك إلى محاولة الانقلاب الفاشلة باعتبارها صدمة وطنية أقرب ما يكون إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، ويؤيد الرأي العام التركي بقوة المزاعم حول تورط جولن. ولفتت إلى أنه منذ محاولة الانقلاب في منتصف شهر يوليو الماضي، أعرب مسئولون أمريكيون وغربيون عن قلقهم المتزايد إزاء حملة تركيا القمعية ضد ضباط الجيش والمسئولين القانونيين وغيرهم بزعم أنهم لعبوا دورا في الانقلاب الفاشل. ويخشى المسئولون أن أردوغان يستغل محاولة الانقلاب كذريعة للتخلص من خصومه. واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول أن هذه الخلافات حول جولن من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات، لافتة إلى أن حالة الشد والجذب المسيطرة على قضية تسليم رجل دين تمثل تصعيدا حادا لخلاف مستعر منذ فترة طويلة بين الولاياتالمتحدةوتركيا.