كشف تقرير الأداء اللوجيستى الصادر عن وحدة التجارة الدولية بالبنك الدولى، صدر حديثا، أن وتيرة التقدم في أداء الخدمات اللوجستية قد تباطأت للمرة الأولى منذ عام 2007 في الاقتصادات الأقل نموا بالعالم، في حين تواصل الاقتصادات الناشئة التي تنفذ مبادرات شاملة لتحسين مستوى أدائها. جاء ذلك في الإصدار الأخير من مؤشر أداء الخدمات اللوجستية الذي يصدر كل عامين في إطار التقرير المعنون "إقامة روابط من أجل المنافسة 2016: الخدمات اللوجستية للتبادل التجاري في الاقتصاد العالمي" والذي يرتب أداء 160 بلدا في مجال الخدمات اللوجستية التجارية. وللمرة الثالثة، فإن ألمانيا هي الأفضل أداء. وجاءت سوريا في المرتبة الأخيرة. وأكد تقرير مجموعة البنك الدولي، عن تقدم ترتيب مصر فى كل من البنية التحتية، وسهولة الشحن وكفاءة الخدمات فى الموانئ والتوقيت الزمنى للإفراج عن السلع، بينما تأخرت فى كل من الجمارك، وتتبع وتعقب السلع بعد خروجها من الموانئ. وذكر التقرير أن مصر جاءت فى المركز الخامس عربيًا بعد كل من الإمارات، قطر، البحرين، وعمان، بينما جاءت السعودية فى المركز السادس والأردن فى المركز السابع، ثم دولة الجزائر. واحتلت ألمانيا المركز الأول عالميًا تلتها لكسمبورج ثُم السويد وهولندا وسنغافورة، بينما جاءت أمريكا فى المركز العاشر. ويضم المقياس 160 دولة ويصدر تقييمه كل عامين. وكانت مصر قد جاءت فى المركز ال97 على مستوى العالم سنة 2007، ثُم تقدمت إلى المركز ال92 مع تطور خدمات النقل والشحن سنة 2010، ثُم تقدمت مرة أخرى إلى المركز ال62 سنة 2014. وقال التقرير: إن مصر تقدمت فى مؤشر البنية التحتية عشرة مراكز لتحتل المركز ال 50، مقابل ال60 فى 2014، أما سهولة الشحن فقد تقدمت مصر فيه من المركز ال77 إلى ال45. وبالنسبة لكفاءة الخدمات فقد تقدمت مصر إلى المركز ال43 بعد ان كانت فى ال58، وحققت تقدما آخر فى التوقيت الزمنى لتسجل المركز ال48 بعد أن كانت فى ال99. وأوضح التقرير أن مصر تراجعت فى مؤشر الجمارك لتأتى فى المركز ال65 مقابل ال57، كما تراجعت فى تتبع وتعقب السلع لتأتى فى المركز ال54 بعد أن كانت فى المركز ال 43. وتعليقا على التقرير، قالت أنابيل غونزاليس، المدير الأول بقطاع الممارسات العالمية للتجارة والقدرة التنافسية بالبنك الدولي "يمثل أداء الخدمات اللوجستية في التجارة الدولية ومحليا عنصرا أساسيا للنمو الاقتصادي والقدرة التنافسية في بلدان العالم. فالخدمات اللوجستية الفعالة تربط الناس والشركات بالأسواق والفرص، وتساعد على تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية والرفاهة. ومما يؤسف له أن فجوة أداء الخدمات اللوجستية بين البلدان الغنية والفقيرة لا تزال مستمرة وقد تراجع التقارب الذي شهدناه في الفترة بين عامي 2007 و 2014 بالنسبة لأقل البلدان أداء". وقد نجحت بلدان مثل كينيا والهند والصين في تحسين مستوى أدائها السابق وفقا للتقرير، الذي يعتمد على بيانات مسحية مأخوذة من أكثر من 1200 مهني متخصص بمجال الخدمات اللوجستية. ويصنف التقرير البلدان وفقا لعدد من أبعاد أداء سلسلة التوريد، بما في ذلك البنية التحتية، وجودة الخدمات، والثقة في خدمات الشحن، وكفاءة إجراءات التخليص الجمركي. وعلى مدى السنوات الست الماضية، ظلت أفضل عشرة بلدان محتفظة بترتيبها وشملت أطرافا فاعلة مهيمنة في مجال سلاسل التوريد. أما البلدان منخفضة الدخل صاحبة أسوأ أداء فهي في أحوال كثيرة دول غير ساحلية أو دول جزرية صغيرة، أو دول تمر بمرحلة ما بعد الصراع. ومع ذلك، ولأول مرة في تاريخ سلسلة هذا التقرير، لم تعد البلدان غير الساحلية تصنف تلقائيا على أنها بلدانا محرومة، كما يتضح من أداء كل من رواندا وأوغندا، التي تستفيد من الجهود المنسقة إقليميا لتحسين الممرات التجارية.