حذرت الدكتورة سهير طلب، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، من انتشار الأحاديث الموضوعة غير الصحيحة ونسبتها زورًا وكذبًا على الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وقالت «طلب» ل«صدى البلد» أنه توجد رواية غير صحية منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي: «من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق»، أنه حديث باطل تفرد به معاوية بن يحيي، قال عنه يحيي بن معيق: هو هالك، وقال البيهقي: إنه منكر، وقال البغوي ذاهب الحديث. وعرضت آراء العلماء في تلك الرواية الباطلة: فقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا معاوية بن يحيى، وتفرد به بقية، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وهذا إسناد واه؛ معاوية بن يحيى، هو الأطرابلسي، له مناكير، وبقية بن الوليد مدلس، وربما دلس عن الكذابين والمجهولين. "تهذيب التهذيب" (1 /417-419) . وتابعت قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث كذب، "علل الحديث" (2 /342) . وقال البيهقي :هو منكر عن أبي الزناد . "شعب الإيمان" (7 /33)، وقال ابن الجوزي: هذا حديث باطل، تفرد به معاوية بن يحيى. "الموضوعات" لابن الجوزي (3 /77). واستطردت: وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد، "إتحاف الخيرة المهرة" (6 /143)، وقد رواه عبد الله بن جعفر المدينى، عن أبى الزناد فقال فيه: «إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقا». رواه ابن الجوزي في: "الموضوعات" (3 /77). وألمحت إلى أنه يوجد حديث صحيح دليل على تشميت العاطس، فعن أبي عُمارة البراء بن عازب- رضي الله عنهما -قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعبادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شر بالفضة، وعن المياثر الحر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبراق والديباج» متفق عليه.