قال الشيخ عبد الله رشدي، خطيب مسجد السيدة نفيسة، إن الشريعة الإسلامية اعتنت بنظافة الفم الظاهرية، بمعنى ألا يجد مجاورك ولا مُجالسك منك ريحًا سيئًا. وأوضح أنه لذا نجد أن المرء يُندب له إذا أكل طعامًا تفوح رائحته من فمه ألا يُخالط الناس وألا يشهد مساجدهم ولا جماعاتهم. واستشهد «رشدي» خلال خطبة الجمعة اليوم، وعنوانها: «النظافة سلوك إنساني متحضر »، بما ورد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم -قال: «من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مُصلانا»، ويُقصد بها شجرة البصل. ونوه في رواية أخرى : «إن الملائكة لتتأذى من ما يتأذى منه بنو آدم، موضحًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام يُصلي من الليل أخذ ينظف فمه بالسواك. ولفت إلى أن النظافة عنوان للمُسلم في بدنه وثيابه ومظهره، والله عزو جل خاطب نبيه في قوله: «يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) ». وأضاف أنها متعددة المظاهر ولا تقف عند مظهر واحد، فمنها طهارة الملبس والاعتناء بالهيئة العامة للإنسان، مستدلًا بما روى أنه دخل رجل شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- : « أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ، وَرَأَى رَجُلًا آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ، فَقَالَ : أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ ». وتابع: لذلك لا يظن ظان أن البُعد عن الكبر يستلزم أن يكون هيئة الإنسان رثه، فلما سئل -صلى الله عليه وسلم- : إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ». وحضر، صلاة الجمعة اليوم الدكتور محمد مُختار جمعة، وزير الأوقاف، والشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، والشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف لمحافظة القاهرة، ولفيف من العلماء ، بمسجد « السيدة نفيسة» رضي الله عنها، بمدينة القاهرة.