أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن للعشر الأواخر من رمضان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أهمية خاصة، ولهم فيها هدي خاص. وأضافت «شاهين» ل«صدى البلد»، أن الصحابة كانوا أشد ما يكونون حرصًا في العشر الأواخر على الطاعة، والعبادة والقيام والذكر، مشيرة إلى أن من أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- والأولون وينبغي علينا الاقتداء بهم في ذلك: «إحياء الليل» فقد ثبت في الصحيحين عن السيدة عَائِشَةَ- رضى الله عنها- أنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»، ومعنى إحياء الليل: أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما. وتابعت: وجاء عند النسائي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهرًا كاملًا قط غير رمضان» فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث. وأشارت إلى أن من الأعمال الجليلة في هذه العشر: إيقاظ الرجل الأهل للصلاة، فقد كان من هديه عليه -الصلاة السلام- في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة، كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم، ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم، كما يفعل بعض الناس وهذا لا شك أنه خطأ وتقصير ظاهر. ولفتت إلى أن من الأعمال أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب. واختتمت بأنه مما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر: الاعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة .