قال متحدث رئاسي في تركيا إن مسلحين أكرادا فيما يبدو هم من نفذوا الهجوم بسيارة ملغومة والذي أدى إلى مقتل 11 شخصا في وسط اسطنبول يوم الثلاثاء في حين قتل تفجير آخر اليوم الأربعاء أربعة أشخاص في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية. كانت سيارة ملغومة قد انفجرت مستهدفة حافلة للشرطة في اسطنبول في ساعة الذروة صباح أمس الثلاثاء مما أدى إلى مقتل ستة من رجال الشرطة وخمسة مدنيين بالقرب من الحي السياحي الرئيسي بالمدينة وجامعة كبرى ومكتب رئيس البلدية. واليوم الأربعاء تعرض مركز للشرطة لهجوم بقنبلة في بلدة مديات التابعة لإقليم ماردين بجنوب شرق البلاد مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين. وإقليم ماردين متاخم لسوريا وهو جزء من منطقة بجنوب شرق تركيا يسكنها أغلبية كردية. ويقود حزب العمال الكردستاني في هذا الإقليم تمردا منذ ثلاثة عقود بهدف الحصول على حكم ذاتي للإقليم. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي طيب إردوغان في مؤتمر صحفي "كل المؤشرات والدلائل فيما يتعلق بالهجوم الذي وقع في اسطنبول أمس تشير إلى المنظمة الإرهابية الانفصالية" في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. ولم يعلن المسلحون الأكراد مسؤوليتهم عن الهجوم لكنهم نفذوا هجمات مماثلة في مدن تركية رئيسية في الفترة الماضية. واستعر العنف منذ انهيار وقف لإطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني قبل نحو عام. وتسبب الصراع الدائر في سوريا في إذكاء الاضطرابات في تركيا. وتقول تركيا إن حزب العمال الكردستاني له علاقات وثيقة مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقاتل على الجانب الآخر من الحدود. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب منظمة إرهابية. ولا تنفي الجماعتان هذه العلاقة. كان حزب العمال الكردستاني قد أسس وحدات حماية الشعب كمنظمة سورية قبل نحو عشر سنوات ويعتبر عبد الله أوجلان زعيمهما الروحي الذي قاد الحزب منذ انطلاقه وكان يعيش في سوريا قبيل اعتقاله عام 1999. ومازال أوجلان مسجونا. وحطم الانفجار واجهة المبنى المكون من خمسة طوابق كما تسبب في تلفيات بعدد من المباني المجاورة وتصاعدت أدخنة سوداء كثيفة في سماء المنطقة. وقالت مصادر طبية إن بين الجرحى رجال شرطة ومدنيين. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بعد زيارة المصابين في اسطنبول "على أمتي أن تعلم أن الجمهورية التركية في حالة قوية. هي واحدة ومتحدة مهما فعلت المنظمة الإرهابية." وأضاف "سواء نفذوا هجمات انتحارية في مدننا ومهما كانت الوسائل التي يستخدمونها.. لن يستطيعوا إنهاك هذه الأمة ولن يستطيعوا أبدا إثناءنا عن مواصلة هذه المعركة المشرفة." وتلقي المخاوف الأمنية بظلالها على السياحة وثقة المستثمرين في تركيا. وقوت الحرب الدائرة رحاها في سوريا والعراق المجاورتين شوكة شبكة من متشددي تنظيم داعش في تركيا الذين يلقى عليهم باللوم في سلسلة من التفجيرات الانتحارية في حين نفذ المسلحون الأكراد بشكل متزايد هجمات بعيدا عن أهدافهم المعتادة في جنوب شرق البلاد.