قال الدكتور علي جمعة، إن النية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية فى الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء، ويرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلا قبل الفجر، وأن يعين الصائم صومه إذا كان فرضا بأن يقول «نويت صيام غد من شهر رمضان». وأضاف «جمعة» في فتوى له، أن العلماء اختلفوا في معنى النفي الوارد في الحديث الذي روي عن حفصة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له»، فرأى فريق: أن المقصود بالنفي صحة أي من شروط صحة الصيام، وآخرون رأوا أن المقصود به الكمال أي لكمال ثواب الصيام. وأوضح أن الذي رأى أنه نفى صحة قال: إن النية ركن من أركان الصيام، ولا يأتي الصيام إلا بها، وأما الذي يرى أنها ليست شرطاً في الصيام فإنه يرى لأن عنى فلا صيام له أي صيام كامل الثواب. وأشار إلى أن العلماء اختلفوا في حكم تبييت النية من الليل قبل طلوع الفجر، فرأى جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة أنه يجب تبيتها حيث حملوا الحديث السابق على ظاهرة، ورأى البعض إلى أنها تكفي مرة واحدة طول الشهر وعن حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان، أكد أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين: القول الأول: يشترط تجديد النية لكل يوم من رمضان، وهو قول الجمهور: الحنفية، والشافعية، والحنابلة. وأضاف أن القول الثاني: أَنَّ ما يشترط فيه التتابع فتكفي النية في أوله، فإذا انقطع التتابع لعذر يبيحه، ثم عاد إلى الصوم فإنَّ عليه أن يجدد النية، وهو مذهب المالكية، وقول زفر من الحنفية، وذلك لأن الصوم المتتابع كالعبادة الواحدة من حيث ارتباط بعضها ببعض وعدم جواز التفريق بينها؛ ولذا تكفي النية الواحدة، كما أنَّ النية إذا لم تقع في كل ليلة حقيقة، فهي واقعة حكماً؛ لأن الأصل عدم قطع النية. ونصح عضو هيئة كبار العلماء، بتبييت النية أثناء الفطر، بعد الدعاء عند الفطر: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»، بأن ننوى أثناء الفطرصيام اليوم التالي، للخروج من الخلاف وحتى لا ينسى أحد النية، ولا يشترط التلفظ بها لأن محلها القلب. وكانت دار الإفتاء قد أكدت أن النية من الشروط والأركان المهمة لصحة الصيام، ووقتها يبدأ من غروب الشمس حتى قبيل أذان الفجر، فإن وقعت النية بعد الفجر لا تصح عند جمهور الفقهاء. وأضافت الدار في فتوى لها، أن النية لها أهمية كبيرة في الإسلام، فهي التي تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور؛ مستشهدةً بقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ». وأشات إلى أنه فيما يتعلق بنية الصوم فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» رواه الأربعة واللفظ لأبي داود والترمذي، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة. وأوضحت أن النية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء، ويرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلا قبل الفجر، وأن يعيّن الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول: نويت صيام غد من شهر رمضان. وتابعت: ويرى آخرون من المذاهب أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، ووقت النية عندهم ممتد من غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار إن نسي في الليل أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار حيث يكون الباقي من النهار أكثر مما مضى. وألمحت إلى أنه في مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه -كصوم رمضان- وأفادت من هذا نقول إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينوي في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم الشهر لوجه الله، ولم يشترط الأحناف النية في صيام رمضان لكونه "فرضاً"، فما دام قد أدى الصيام بامتناعه عن الطعام والشراب فيكون صومه صحيحًا.