هى قصة قد تكون حلقه فى سلسلة القصص المأساوية لركاب الطائره المصرية التى سقطت وتحطمت بعد اقلاعها من مطار شارل ديجول فى فرنسا فى بحر الابيض المتوسط بنطاق دولة اليونان، ولكنها حظيت بتعاطف كل المصريين والذين علموا بتفاصيلها من "بوست " على الفيس بوك كتبه زميل للدكتور البطل وزوجته. هذه السطور القليله أثرت وابكت كل المصريين لما تحمله من دروس وعبر فى الحب والتضحيه والفداء.
هى حكاية حب مصريه بطلها الدكتور احمد العشرى 33 عاما وزوجته ريهام 28 عاما والتى أصيبت بالمرض الخبيث وبذل زوجها كل ما يمكنه من بذل لإنقاذها من مصيرها المحتوم ، فدبر كل المال اللازم ليستكمل علاجها فى فرنسا ، ترك اطفاله الثلاثه آدم وأسماء وعالية مع والدته فى المحلة، وسافرا بالفعل الى فرنسا بلد النور والحب والجمال ليعودا سالمين غانمين.
وخضعت زوجته الجميله للعلاج الكيماوى فى مستشفيات فرنسا ، وبعد ان شعرت بالتحسن النسبى قررا النزول لزيارة الاسرة ورؤية أطفالهم والاطمئنان عليهم ، وكانا ضمن ركاب الطائره المصرية التى سقطت فى عرض البحر، ليسدل الستار عن مأساتهما القدريه فلا عادا سالمين ولا غانمين ولكنهما حظيا بالافضل حصلا على نعمة الشهادة عند رب العالمين.
فى الوقت الذى مازالت فيه عيون اطفالهم الثلاثه تترقب وصولهما ودفء حضنهما ، حتى أم أحمد لا تصدق حتى الآن ان فلذة كبدها وقلبها النابض بالحب وزوجته الخلوقه لن يعودا أبدا ولن تراهما بعد الآن.
الاسرة فى المحله ترفض الحديث عن وفاتهما على امل الامل فى ان يكونا مازالا على قيد الحياه ، أما الاطفال الثلاثة فقد علموا بان والديهما سيعودان يحملان لهم الهدايا التى طلبوها بالفعل فى الاتصالات الهاتفية.
هذا هو الوضع للاسف ، قلوب تحطمت فى عرض البحر وقلوب تعيش محطمه بحزنها على فراق الاحباء الغاليين فى منطقة السبع بنات بالمحله تقطن اسرة الدكتور احمد العشرى ، ويوجد اطفاله الثلاثه امانه قدريه ستكون فى رعاية والدته اما الدكتور احمد وزوجته فيقطنان فى التجمع الخامس وهو اصلا من ابناء قرية ميت بدر حلاوه ، وكان قد ترددت انباء انه يسكن فى قرية شبرابابل ولكن حموده عبد الله عمدة القرية قال لنا بان القريه فيها شهيد فعلا من ضحايا الطائره المصريه ولكنه ليس الدكتور احمد ولكنه شاب يدعى أمجد عبد الخالق ابو محمد ليضيف لنا شهيد جديد من ضحايا الطائره المنكوبه وهو شاب بسيط سافر ليشق طريقه فى الحياه ويصنع مستقبله وبعد عدة شهور فى فرنسا قرر العوده فى اجازه ليدفن فى عرض البحر مع باق الضحايا. نعود لقصة الدكتور احمد والذى حظى بتعاطف الجميع وقال اهل منطقته فى المحله ان الدكتور احمد كان رحمه الله شاب على قدر المسئوليه ومحترم وخلوق وبدا حياته العمليه بجهد وتفانى حيث عمل مندوب لشركة ادويه ثم بعد فتره تمكن من انشاء مخزن صغير للادويه ومع جهده واخلاصه اصبح المخزن الصغير شركه معقوله لتوزيع الادويه ، تعرف على زوجته المهندسه ريهام مسعد واحبها ووقف بجوارها حتى اصبحت معيده بكلية الهندسه وكان يحبها بجنون وعمق حقيقى ورزق بولى العهد " ادم " ثم جاءت سلمى وعالية ، حتى تسلل المرض الخبيث لمخ زوجته الحبيبه واثبتت الفحوص والتحاليل انها تعانى من ورم خبيث فى المخ. صرف كل مايملك على علاجها لم يتراجع خطوه واحده بل كان مندفع بإصرار لانقاذها كرامة لحبه ولاطفاله، وكان مستعد ليدفع عمره كله ، ونصحه الاطباء بعلاجها فى فرنسا فلم يتأخر وبالفعل سافرا معا وكان بجوارها حتى اللحظة الاخيرة ودفع بالفعل عمره فى رحلة عودتهما معا فى الطائرة المكنوبة.