يقول أنشتاين شيئان لا حدود لهما أحدهما غباء الإنسان ... وليس لهذا الغباء من وصف إلا ما يقدمه بصورة الخراب والدمار الذي ساوى المدن السورية بالأرض وجعل من بعضها كهوف أشباح مخيفه ,,,, لتعلن للعالم رسالتها .. وتقول للأغبياء الذين يدعمون الإرهاب تحت ألقاب مزورة ...من هنا مر ركب الباحثين عن الحور العين فأسقطوا وطعنوا الأمان وشتتوا الشعوب الآمنة ..!! ومن هنا مر شباب مغرر بهم يحملون فتاوى ابن تيميه فهدموا كنيسة الحي ودارى ومسجدي وسقطت بيد الشيخ الكبير مسبحة تحت الركام بجوار شارة للصليب بعدما قطعت سيوف بغاة السلفية أكفا لاهثة بالدعاء لتذهب بها تحت أسفل سيولة الأنقاض ...!! ومن هنا مر عهر يتراقص على أنغام الدانات حين يرى الموت والهدم في سبيل الله اسمى أمانيه فيما يقرر الله أن الحياة في سبيله أجمل ما يطلبه من عباده ويبتغيه ...!! من هنا مرت مطايا تحمل فوق ظهورها أكداس من كتب الفقه وكتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب فهدمت به الكنائس ونهبت الدور واتخذت من المسيحيات والإيزيديات محظيات لحضرة أمير المؤمنين ...!! من هنا مرت عصابات ملثمه تظهر منها العيون وما سال من اللحى وعلى أكتافهم الدانات فهدموا مدرسة الحي وقتلوا بعدما بعثروا أثاثها ونالوا حتى اشتفوا من معلميها حتى ساحة العلم أصبحت خرابا ينبعث من كل جوانبها دخان أصفر يعلن أن الموت يحرث المكان وهو يرسل صوته ويزمجر ..! من هنا مرت حشود بجيوبها دولارات الأتقياء من الخليج الذي يسبح هناك على النفط بينما يرسل لنا الموت كي نسبح هنا فوق برك من دماء ..!! من هنا لا أعراس ولا فرح ..... فقط جواري وغلمان وسبي وقهر ومحاكم للتفتيش تزج الناس للنحر كقرابين لرب يصوروه عاشقا للدماء مشتاقا لطعام من لحوم كتوف بشريه أشقاها الأغبياء ...!! من هنا سمعنا عن ملامح الفداء بين البيوت المهدمة والأوكار المغلقة والبنايات التي أصبحت ككهوف بين أعمدتها حكايات الحتوف ...!! من هنا صاح الداعشي الله أكبر وهو يرفع سيفا يستجلب الموت كي يحلب من بلادي كل أسباب الحياة فيبقيها بين يدي القهر والخراب عنوان ذعر لعالم لم يعد يرى الباطل من الحق ...!! من هنا مرت طلائع قوم لا زالت ذيولهم بالقاهرة تحتل المساجد .... وكبارهم بالخليج يتواقحون بمر الفتاوى الفاتكة وصبيانهم في أوروبا خلف قنوات الإعلام تبرر بجهل لجحافل الغزاة التي أرسلتهم تركيا وغفل عن رؤيته الغرب وهو يرى مكرهم يكبر دون أن يدرك أن شرهم إليه لا محاله يكمن في سراديب خطيرة ..!! من هنا مر أتباع الشيخ ابن تيمية وحسان والحويني والزعبي والعريفي وسلمان عوده وأبناء المفتي. من هنا حملوا على أعناق الإبل البخاري ومسلم وابن كثير ومسند ابن حنبل ...!! من هنا مر فهم برهامي وتفاسير الكراهية التي تغتال أوطاني. من هنا مرت الفتاوى التي تكفر الشعوب وتحتال على عقول البسطاء ...من جوار شجرة مثمرة وقد اضحت رمادا أسفل قدورهم ووقودا للشواء ..!! من جوار كنيسه كنا نتجمع حول جدارها تلتقط أنفاسنا جلال الترانيم التي ترسل بالآفاق همسات تمتدح مجد الأنبياء ... من جوار جامع شيخنا الذي كان يشدوا بفجرنا إنشاد النقشبندي وأنغام المتصوفة الاتقياء ... من جوار نصب تذكاري لشهداء الوطن بمعارك التحرير من جوار حديقة البلدة التي يلتف حولها رصيف أنيق وقناديل بالليل مبهرة كشموعنا في يوم عيد ..!! وعلى التبه البعيدة بقايا صور لبيت جدي .... ونهرا قد غزا بالحياة لبي ... وفجر العصافير التي تشدوا مع نسمات ودي ...!! الآن يا صاحبي لم يبق إلا ما ترى أطلال وطن .. وخرائب وطن ,,, وتذكار وطن .... وبقايا ما صنعه التتار السلفي في الوطن ...!! والصوة كما تبصرها متحف يحكي ..! فاتركوها للزمن .... فهي كتاب يقول .... يحذر .... يفسر .... يبين لنا الطريق الصالح لمستقبل ملأت دروبه البثور ,,, بثور الفكر وأدعياء الفضيلة ,,, عندما تُصر على تقديم جهادهم هذه الصورة ... !! لتبقى فاضحة مبكيه حزينة تختزل مشهدا يرد على الأدعياء حال الاحتيال على أجيال جديدة يريدونها أن تنسى ...! لا تبنوا المدن المهدمة .... اجعلوها متاحف تفضح فجورهم ... وبجوارها اقيموا حياة جديده بعيده عن درب من مر من هنا ...!