الباعة الجائلون بالعتبة بعد قرار نقلهم : "هنأكل ولادنا منين" "عايز تمشينا ودينا مكان نأكل فيه عيش" رصدت كاميرا "صدى البلد" مخاوف الباعة الجائلين بمنطقة العتبة والموسكى من نقلهم الى منطقة أخرى بعيدة عن المنطقة التجارية بالعتبة، خاصة بعد تصريحات اللواء أيمن عبدالتواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، بأنه لا بديل عن إخلاء وسط البلد من الباعة الجائلين. فى البداية قال الحاج رشدى راغب، البالغ من العمر 75 عاما، وكبير الباعة الجائلين بمنطقة العتبة، إنه يعمل بالتجارة فى منطقة العتبة منذ عام 1956 بعدما سمح لهم الرئيس عبدالناصر بفتح سوق تجارى بمنطقة العتبة ولم تحدث مضايقات للباعة بتلك المنطقة إلا بعد ثورة يناير حاولت الحكومات إخلاء المنطقة من الباعة الجائلين ونقلهم الى اماكن أخرى ولكن سرعان ما تفشل عمليات النقل لانها غير مدروسة من قبل الحكومة، وتسعى للتخلص منهم وإخلاء تلك المنطقة دون النظر الى الباعة وأسرهم والواجبات المطلوبة منهم . وأضاف راغب، أن أصغر بائع فى منطقة العتبة معه بضاعة لا تقل عن 15 الف جنيه فهو يخاف عليها من التلف أو الحرائق اكثر من الحكومة لأن هذه البضائع مصدر رزقه الذى يتكسب من ورائه، ولكن لم تكن هناك رقابة نهائيا من قبل الحى أو المحافظة على الباعة وهو ماجعل السوق يشهد هذه الزيادة الكبيرة وهذه الحالة من الإهمال التى وصلنا اليها، فلا يجب على الحكومة اتخاذ قرار تتجاهل فيه حقوق الباعة وسرعان ما تفشل ويكون مصيرها مثلما حدث فى سوق الترجمان. وقال كبير الباعة بمنطقة العتبة، أن جميع الباعة على استعداد تام على التعاون مع الرقابة وتنفيذ الشروط التى يمكن أن تؤدى الى تحقيق الأمن والسلامة داخل سوق العتبة دون الإخلا بمصدر رزق الباعة وأنه إذا كان لأبد من نقل الباعة الجائلين الى أسواق أخرى فلابد من مراعاة أن يكون مكانا صالحا للقمة العيش "عايز تمشينى ودينى مكان أكل فيه عيش مش تودينى صحرا أبيع فيها لمين". وقطع الكلام عبدالشافى عطيه، البالغ فى السن 70 عاما، واحد اكبر الباعة الجائلين بالعتبة، أن منطقة العتبة والموسكى بهما ما يقرب من 10 آلاف بائع كل واحد منهم فى رقبته مابين 3الى 5 أفراد كيف يمكن للمحافظة ان تتجاهل تلك الأسر وتنقلهم من مكان يتكسبون من ورائه الى منطقة أخرى لا زرع فيها ولا ماء، كما أن مصر ليست الوحيدة فى تلك الأسواق فالسعودية بها اسوق تجارية كسوق العتبة وكذلك جميع الدول العربية، ولا يوجد أحد هناك يهددهم بين الحين والأخر بنقلهم الى اماكن اخرى أو قطع رزقهم. وأضاف عطية، أن هذه الاسواق تم نقلها قبل ذلك حينما كان اللواء عمرو عبدالأخر محافظا للقاهرة، ولكن سرعان ما فشلت فكرته بسبب نقل الباعة الى مكان ليس فيه أحد يشترى من بضائعهم، مضيفا "مالناش مطالب من الحكومة غير تسيبنا نعيش، ونسعى للقمة العيش، ومفيش مكان تانى نتكسب منه غير العتبة" وقال عطية محمود، بائع متجول ، إن نقل الباعة الجائلن من منطقة العتبة الى سوق أخر خارجى شبيه بما حدث فى سوق الترجمان وينذر بكارثة كبيرة فلم يبق أمام الباعة شئ يتكسبون منه وسيتحولون الى بلطجية لعدم وجود لقمة العيش وهو ماسيدفعهم للسرقة والسلب والنهب من أجل لقمة العيش. وأضاف محمود، أن الدولة اذا كانت ترغب فى النهضة فلابد من مساعدة الشباب الراغبين فى العمل وفى مقدمتهم الباعة الجائلين، ويجب عليها توفير الرقابة على تلك الأسواق اذا كانت تبحث عن معاير السلامة مضيفا "الدولة لو عايزه الشباب يشتغل هتشجعه وتوفر له الجو المناسب والرقابة، اما لو هتاخذ الحريق حجه علشان تنقل الباعة فهذا سيخلق ثورة فقراء وبلطجه وسيكون السبب الرئيسى فيها الحكومة".