* "فخري": * عشق الماضي يدفع المصريين للاحتفاظ ب «الكراكيب» * عقب سيجارة كفيل بإحداث كارثة * خبير سلامة: * "كراكيب" الأسطح والبلكونات أهم عوامل اشتعال الحرائق * خبير يقترح قانونا لمعاقبة من يحتفظ بها * محافظ سابق: * وقف الكارثة يستدعي تعديل قانون المحليات * مدير الحماية المدنية السابق: * تتسبب في عشرات الحرائق "كراكيب".. تبدو حروف المصطلح منظمة جدا، إلا أنها تحمل في معناها كثيرا من "العشوائية القاتلة". الكراكيب أو الاشياء التي انتهت صلاحيتها فعليا للإنسان، ويأبى إلا أن يحتفظ بها، في شرفة منزله أحيانا، وفوق أسطح البنايات وهو الأغلب الأعم، ولا يعلم أنه يحمل فوق منزله "وقودًا" قد يشتعل مع "عقب سيجارة"، ليودي بحياته وحياة كل من يسكن البناية. فلا نكاد نطفئ حريقًا إلا ويشتعل آخر، طوفان حرائق يجتاح مصر حاليا، وهو ما دفعنا للبحث عن مسببات الحرائق في حياتنا اليومية، و"كراكيب السطح" أبرزها على الإطلاق، فلماذا نحتفظ بها، وما الكوارث التي قد تنجم عنها ، هذا ما تحقق فيه السطور التالية ... "لماذا نحتفظ بالكراكيب؟" أكد الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن احتفاظ المصريين ب"الكراكيب" بالمنازل في الشرفات أو فوق أسطح المباني، يرجع لارتباطهم بالذكريات، وكذلك لإيمانهم الكامل بالمثل الشعبي "اللي مالوش عازة دلوقتي بكرة تحتاجله". وأوضح "فخري" في تصريحات ل"صدى البلد" أن هناك علمًا يسمى بعلم "طاقة المكان"، اكتشف أن الاحتفاظ بمهملات المنزل والكراكيب يمتص الطاقة الإيجابية ويعطي طاقة سلبية، ينتج عنها ضعف في الأداء ويؤثر فى القدرة على التركيز، فلذلك يجب التخلص من تلك المهملات. وأضاف: "احتفاظ المصريين بالأشياء القديمة يشعرهم بالأمان ولكن في نفس الوقت يسبب عبئًا على المكان ويرفع من درجة حرارته وفقاً للعلم البيئي، مما يجعلها محفزًا قويًا لاشتعال الحرائق". وتابع: "يجب أن يكون هناك حملة تحت شعار "تخلص من كراكيبك القديمة"، حتى نحافظ على البيئة، وتجنب وقوع حرائق ينتج عنها خسائر مادية كبيرة". كما طالب الدفاع المدني ورؤساء الأحياء بتبني هذه الحملة حتى يتم التخلص من التكدس الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين، مشيراً إلى أن المرور الدوري من رؤساء الأحياء على هذه المناطق ذات المخلفات سيجعل المواطنين يحرصون على التخلص منها، مؤكداً أن الإهمال فيها يجعل عقب "سيجارة" تحرق المباني وتسبب خسائر مادية وبشرية كبيرة لما تحتويه من مواد تساعد في الاشتعال السريع. "ترفع درجة حرارة المكان" ومن جانبه أكد الدكتور أحمد هيبة، خبير السلامة والصحة المهنية، أن جمع ربات المنازل لمخلفات المنزل من أوراق كرتونية أو أخشاب وأكياس بلاستيكية سلوك خاطئ في شرفات المنزل أو الأسطُح، ويجب أن ترتفع ثقافة المواطنين لتلم بشروط السلامة المنزلية، والتي توجب علينا التخلص من هذه "الكراكيب" أولاً بأول. وأوضح "هيبة" في تصريحات ل"صدى البلد" أن هذه المخلفات لها باع كبير في إشتعال النيران وإنتشارها من عقار لعقار، كونها ترفع درجة الحرارة داخل المنزل أو السطح، أو المخزن الموضوعة فيه، مما يجعلها محفزا لإشعال الحرائق بمجرد ظهور أي شرارة مهما كانت صغيرة. كما أشار إلى أن ما تركيبة "الكراكيب" نفسها تجعلها محفزا لإشعال الحرائق، فهي تحتوي خليطا بين المنسوجات والأقمشة وبعضها أوراق كرتونية أو بلاستيكية وجميعها مواد قابلة للاشتعال. وناشد المواطنين بالتخلص من هذه المخلفات المنزلية كونها عديمة الاستفادة والاكتفاء بالمنظر الجمالي لأسطح المنزل، والشرفات "البلكونات". "العلاج بالقانون" قال الدكتور عبد السند يمامة، أستاذ القانون بجامعة المنوفية، إن القانون لا يوجد به ما يجرم تخزين مخلفات أو "كراكيب" على أسطح المنازل ، والتي تمثل محفزا قويا لإلهاب الحرائق وإحداث كوارث. واقترح "يمامة" في تصريح ل"صدى البلد" أن يتم سن قانونًا يمنح المحليات حق تحرير محاضر لمن يُخزن أي كراكيب أومواد محفزة للاشتعال قد تشكل مخاطرا وتهدد حياة المواطنين. وأوضح أن عمل قانون لذلك يحتاج إلى دراسة تقصيلية بمشاركة المحافظين والمحليات حتى يؤدي الغرض و في نفس الوقت لا يسبب إزعاجًا للمواطنين. "أوقفوا الكارثة بقانون المحليات" قال اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج السابق، إن كثرة اشتعال الحرائق وانتشارها يرجع إلى وجود "الكراكيب" والمواد التي ليست لها فائدة على أسطح المنازل، بالإضافة إلى وصلات الكهرباء ذات الاحمال المرتفعة وغير القانونية. وأضاف"عتيق" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن معالجة أزمة "الكراكيب" على الاسطح والتي تهدد حياة المواطنين من السهل التعامل معها عن طريق وضع تشريع يحد من تواجدها على الأسطح من خلال في قانون المحليات المطروح حاليا، بالإضافة إلى عمل برامج توعية للمواطنين بخطورتها على أرواحهم. وأوضح أنه يجب استغلال هذه الاسطح وبدلا من أن تشكل خطر على الأرواح، يتم تحويلها إلى أماكن للزراعة بتسهيلات حكومية. "عشرات الحرائق.. كراكيب" قال اللواء ممدوح عبد القادر، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة سابقاً، الكراكيب الموجودة على أسطح المباني أو بالبلكونات والتي نطلق عليها "التخزين العشوائي" عرضة للاحتراق نتيجة إلقاء أي مواد مشتعلة عليها كأعقاب سجائر على المباني الأقل ارتفاعًا، ومن الممكن أن يؤدي إلى حريق بالأسطح أو البلكونات. وأضاف "عبد القادر" في تصريح ل "صدى البلد" أننا نناشد المواطنين برفع المخلفات والكراكيب والقمامة من على أسطح المنازل والبالكونات وعدم تخزينها على الأسطح لأنها عرضة للاشتعال، موضحا أننا تلقينا عشرات البلاغات عن الحرائق كان السبب في اندلاعها الكراكيب الموجودة على أسطح المنازل. كانت قد اندلعت العديد من الحرائق خلال الساعات الماضية في العديد من المحافظات وكان السبب في الكثير منها الكراكيب المتواجدة بأسطح المنازل.