* صندوق مكافحة الإدمان يرصد "مليون جنيه" لدراما بلا مخدرات * أستاذة علم اجتماع: المراهقون فريسة سهلة فى يد صانعى الدراما * أستاذ إعلام: "المصداقية" شعار لتبرير تعاطى المخدرات فى الدراما شهر رمضان المعظم بدلا من أن تتزين فيه الأعمال الدرامية بالقيم والفضائل، نرى على النقيض الدراما المصرية تعج ببعض المشاهد الهابطة والمهلهلة والمروجة بقصد أو عن غير قصد لتعاطى المخدرات. الأمر لم يمر على غادة والى، وزيرة التضامن ورئيس صندوق مكافحة الإدمان وتعاطى المخدرات، مرور الكرام، فهي الوزيرة الحاذقة والمثابرة، التي أخذت على عاتقها منذ بداية تحملها المسئولية مهمة تقليص نسبة الإدمان في مصر، فبدأت بحملات توعوية جادة، إلى أن قررت تخصيص جائزة مليون جنيه لأفضل عمل درامى رمضانى خالى من مشاهد تعاطى المخدرات. فإلى أي نتيجة سينتهي هذا المجهود الواضح من وزيرة التضامن الاجتماعي، هذا ما ترصده السطور التالية: "البداية من المراهق" قال محمود كامل، عضو المكتب الفنى لصندوق مكافحة الإدمان وتعاطى المخدرات، إن قرار تخصيص جائزة مالية بقيمة مليون جنيه هو نتاج لسلسلة مبادرات قام بها الصندوق بتوجيهات من الدكتورة غادة والى، وزير التضامن ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، تحت شعار "أنت أقوى من المخدرات". وأضاف "كامل"، فى تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن قرار تخصيص جائزة مالية هو نتاج لحملة "أنت أقوى من المخدرات،" التى أطلقها "مكافحة الإدمان" العام الماضى، واستعنا فيها بالفنان الشاب محمد رمضان، ولاعب كرة القدم محمد صلاح المُحترف بنادى روما الإيطالى، وذلك للتأثير الكبير على المراهقين والشباب والذين يقومون باتخاذهم قدوة لهم يقلدونهم فى شتى أفعالهم. وأكد أن تلك المبادرات هدفها الأسمى هو التناول الرشيد لظاهرة الإدمان دون وجود مشاهد يتخللها حالات تعاطى المخدرات، والذى تنتج عنه آثار سلبية كارثية تسهم بصورة كبيرة فى ازدياد حالات المدمنين بمصر. وأشار "كامل" إلى أن الصندوق قام بتكريم المسلسل الدرامى "تحت السيطرة" للفنانة نيللى كريم فى رمضان الماضى، نظرا لما احتواه العمل من معالجة لقضية الإدمان بأقل عدد مشاهد من تعاط للمواد المخدرة. "نتخلص منها بلا رجعة" من ناحيتها، قالت سامية الساعاتى، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات عين شمس، إن قرار تخصيص جائزة مالية لمشاهد درامية خالية من المخدرات، خطوة على أول الطريق فى الحد من تقليل هذه الظاهرة، والتى تعد ظاهرة كارثية نتمنى التقليل منها ومن ثم القضاء عليها بلا رجعة. وأكدت "الساعاتى"، فى تصريح ل"صدى البلد"، أن التوقيت ممتاز لمنح هذه الجائزة، خاصة فى شهر رمضان والذى يعد الموسم المفضل لمشاهدة الأسر المصرية للأعمال الدرامية، وتأثير المحتوى يكون أكبر، خاصة فى ظل وجود أعمال درامية تابعناها منذ فترة تتخللها مشاهد تعاطى المخدرات بين المراهقين والكبار. وأضافت أن أكثر فئة فريسة لمتابعة أعمال تتضمن تناول المواد المخدرة على أنها عادة يومية مثل تناول الفطار يوميا هم المراهقون، خاصة فى ظل أعمال درامية تشجع بل وتثنى على من يقوم يتناول المواد المخدرة بأشكالها. وتابعت: "نأمل فى تكثيف الحملات التوعوية من جانب الوزارات المعنية، ومنظمات المجتمع المدنى من جانب، بالإضافة لترسيخ مناهج تعليمية تتناول خطورة المواد المخدرة وآثارها الكارثية على صحة الفرد، فضلا عن أعمال درامية تعالج قضايا الإدمان بطريقة سليمة ومجدية". "غياب الوعي الدرامي" وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الخبير الإعلامى، إن المرصد الإعلامى التابع لصندوق مكافحة وعلاج حالات الإدمان والتعاطى هو المصدر الرئيسى للخبراء الإعلاميين فى الكشف عن تأثير عرض الأعمال الدرامية التى تحوى مشاهد تعاطى المخدرات. وأكد "العالم"، فى تصريح خاص ل"صدى البلد"، ترحيبه الشديد بمنح جائزة مالية للأعمال الدرامية التى تحتوى على أقل نسب مشاهدة لتعاطى المواد المواد المُخدرة، لافتا إلى أن تلك الخطوة إيجابية، خاصة فى ظل أعمال درامية رأيناها مؤخرا تجعل من تناول المخدرات كما لو أنه ركن أساسى من الحياة اليومية للفرد. وأضاف أن الاعتقاد الشائع عند صناع الأعمال الدرامية عند تناولهم قضايا مثل تعاطى المخدرات، هو معالجتهم لها بكل حذافيرها، مبررين ذلك بالوصول للمشاهد لأعلى نسب المصداقية، بتناولهم عددا لا نهائى للمواد المخدرة من حبوب، وحقن، وكأنه يوضح للمشاهد خطوات تناول المخدرات وأنواعها وطريقة استخدامها، وأماكن شرائها، واصفا إياه بغياب الوعى الدرامى وانعدام الرؤية من قبل صناع الدراما.