استعرض المهندس طارق الملا، وزير البترول التطورات التى شهدها قطاع البترول فى السنوات الخمس الماضية حيث أشار إلى أنه تحقق بعد ثورة 30 يونيه عدة نجاحات بعد مرحلة عدم الاستقرار التى شهدتها الأعوام الثلاثة بعد ثورة 25 يناير والتى أدت إلى تراكم مستحقات الشركاء الأجانب وعدم طرح أى مزايدات عالمية أو توقيع اتفاقيات بترولية والتى تُعد الركيزة الأساسية لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف ، مشيراً إلى أن قطاع البترول استطاع بدءً من نوفمبر 2013 وحتى الآن توقيع 64 اتفاقية بترولية مع عدد من الشركات العالمية باستثمارات 3ر14 مليار دولار وطرح مزايدات عالمية جديدة لهيئة البترول والشركة القابضة للغازات وجنوب الوادى القابضة للبترول والتى أثمرت عن اكتشاف حقل ظُهر بالمياه الاقتصادية بالبحر المتوسط فى أغسطس 2015 عقب التوقيع على اتفاقية فى يناير 2014. وأشار الوزير خلال كلمته أمام المؤتمر والمعرض العالمى لتكنولوجيا البترول البحرية الذى يُعقد حالياً فى مدينة هيوستن الأمريكية ، إلى أن قطاع البترول يواجه خمسة تحديات رئيسية خلال المرحلة الراهنة تتمثل فى جذب استثمارات جديدة فى ظل انخفاض الأسعار العالمية للبترول وسداد مستحقات الشركاء الأجانب وعدم توافر العملة الأجنبية وتحقيق التوازن بين العرض والطلب المحليين ودعم الطاقة . وأشار الوزير إلى أن مصر تتميز باحتمالات بترولية وغازية جيدة خاصة فى المياه العميقة بالبحر المتوسط ، وأن هناك حالياً اهتمام من قبل الشركات العالمية لتسريع برامج الحفر بهذه المناطق بعد الاكتشاف الضخم الذى تحقق فى منطقة امتياز شروق لشركة إينى الإيطالية وتحقيقها كشف ظُهر الذى تبلغ احتياطياته المؤكدة 30 تريليون قدم مكعب غاز ، وأضاف أنه تم وضع خطة تنمية سريعة للكشف تستغرق عامين لبدء الإنتاج بالمقارنة بفترة من 6-8 سنوات بمشروعات الغاز المماثلة ، وأن بدء الإنتاج من المرحلة الأولى فى نهاية عام 2017 ويصل إلى إجمالى إنتاجه فى نهاية عام 2019 بمعدل إنتاج 7ر2 مليار قدم مكعب غاز يومياً ويبلغ إجمالى استثمارات تنمية الكشف حوالى 12 مليار دولار . وألقى الوزير الضوء على المركز المتميز لمصر بمنطقة المتوسط بما تملكه من موقع استراتيجى يمكنها من القيام بدور مهم بالمنطقة كمركز محورى لتداول الطاقة فى ظل المقومات التى تتمتع بها. وأضاف الوزير أن المرحلة القادمة ستشهد التركيز على طرح مزايدات عالمية فى مختلف مناطق مصر البحرية والبرية والإسراع فى تنمية حقول الغاز الجديدة المكتشفة مثل شمال أسكندرية وأتول ونوتس وسلامات بما سيسهم فى زيادة إنتاج مصر من الغاز وتعويض التناقص الطبيعى فى إنتاج الحقول الحالية ، مشيراً إلى أن استمرار الاصلاحات الاقتصادية الجارية فى ظل برنامج شامل للحكومة من شأنه إعطاء دفعات للعمل البترولى خلال الفترة القادمة .