حتى الآن لم أفهم سبب الدعوة للتظاهرات التى دعا لها البعض أن تكون يوم أمس 25 ابريل ، الذى يوافق عيد تحرير أرض سيناء الحبيبة وعودتها إلى حضن بلادى مصر ، ولم أفهم أيضا معنى التصريحات التى أطلقها البعض من أن نقابة الصحفيين لن تغلق أبوابها فى وجه كل من يريد التعبير عن الرأى ، وأنها ستظل قلعة للحريات ، وهل لدعوة التظاهر تحديدا فى ذلك اليوم علاقة بمظاهرات الجمعة قبل الماضية ، التى خرجت وتمركزت أمام نقابة الصحفيين ، والتى قال عنها منظموها والداعون إليها أنها اعتراضا على ترسيم الحدود المصرية – السعودية ، ولماذا تحديد الزمان والمكان سلفا ، وغير ذلك أسئلة كثيرة قد تكشف محاولة التوصل الى اجاباتها حقيقة ما يدور فى بلادى مصر. الذى أفهمه ومن خلال متابعات دقيقة للأحداث فإن اختيار ذلك التاريخ لم يكن مصادفة أو لكونه إجازة رسمية فى الدولة بمناسبة الاحتفال بذكرى عودة كامل أرض سيناء إلى أرض الوطن عام 1981 والذى يصادف 25 ابريل من كل عام ، وإنما تم اختياره لهدف وهو رغبة فصائل معينة فى تحويل ذلك اليوم وغيره من أيام الانتصارات إلى انكسارات ، وتحويله من يوم فرح بعودة الأرض إلى مأتم وطنى على شهداء كان يبغى البعض سقوطهم فى تلك التظاهرات حتى يتم فتح باب الانتقاد الدولى للأمن المصرى ، والترويج الكاذب لأنه يستخدم الرصاص الحى ضد المتظاهرين ، وهو ما أكدته دلائل كثيرة، منها ترويج البعض على مواقع التواصل الاجتماعى لصور من تظاهرات يعود تاريخها لعام 2011 والتى تظهر غلظة أمنية فى التعامل مع بعض المواطنين، وترويجها على أنها من تظاهرات أمس ، وهو أيضا ما سبق وأن روجت له وكالات أنباء فى تظاهرات الجمعة قبل الماضية حينما ادعت زورا وبهتانا أن الأمن استخدم الرصاص الحى لتفريق المتظاهرين. وبعودة الى الوراء نجد أن جماعة الارهاب والتضليل التى كانت تسمى جماعة الإخوان قد أخذت تواريخ محددة لتكون مواعيد للتظاهر وأعلنها ماكان يسمى بتحالف دعم الشرعية ، فكان اختيار تواريخ انتصارات الدولة مثل 6 اكتوبر والذى يوافق ذكرى انتصار مصر والعرب على الكيان الصهيونى فى حرب 1973 ، كما سبق وأن اختاروا 25 يناير، و3 يوليو ، وغيرها من التواريخ كى تحولها الى تواريخ للدم وبذل الروح. الزمان إذن هو من اختيار فئة وتنظيم لايريد الاستقرار لمصر ولا يمكن أبدا أن يكون الشباب المخلص الوطنى الذى خرج بعضه اعتراضا على سياسات معينة للقيادة السياسية سببا وراءه وانما هو تدبير من جماعات الارهاب والتضليل التى تريد أن تدفع الشباب لمعارك دموية مع أجهزة الشرطة وتتقهقر هى وتسلم بأعضائها وأنصارها كما حدث فى احداث يناير من عام 2011 حينما قفزت جماعة الاخوان على حماس الشباب يوم 28 يناير 2011 لتنسب الفضل فى النهاية لها. أما عن المكان فقد حظى محيط نقابة الصحفيين فى قلب القاهرة بتعامل خاص من جانب أجهزة الدولة ، استغله البعض فى احداث تمركز للتظاهرة أمامها يوم الجمعة قبل الماضى ، حتى تحولت فى نظر البعض الى المكان الأكثر أمنا للتظاهر ورفع الشعارات المنددة بالجيش والشرطة والقيادة السياسية ، وهو ما فطنت اليه اجهزة الدولة التى منعت الوصول اليها ، الأمر الذى دفع البعض الى محاولة خلق صدام بين النقابة وبين أجهزة الدولة، حتى تحدث الوقيعة. نقابة الصحفيين كانت ولا تظل نقطة اطلاق أى شرارة للتغيير ، لكنها لم تكن يوما ضد أهداف الدولة ، وانما ساندتها عبر تاريخها الذى يمتد فى حقيقته الى أكثر من قرن من الزمان ، وانتصرت الدولة بفضل مساندة النقابة لها حتى فى أعتى وأحلك الظروف التى مرت بها بلادى مصر ، بدءا من الاحتلال الانجليزى وانتهاء بالارهاب الذى أراد احتلالها وقوى الشر العالمية التى أرادت تقسيمها مرورا بانكسارات الهزيمة فى ستينيات القرن الماضى. فنقابة الصحفيين رغم أنها نقابة مستقلة إلا أن دورها الوطنى لايزايد عليه أحد ولن ينجح أحد فى الوقيعة بين الصحفيين ودولتهم ، فهم قبل أن يكونوا سلطة رقابية شعبية هم مواطنون لهم من الحس الوطنى ما يجعلهم يدافعون عن قضايا وطنهم بالفكر والرأى المستنير، فلن تفلح جهود الخبثاء فى احداث وقيعة بين الصحفيين واجهزة الدولة. فشلت اذن كل محاولات تحويل ذكرى النصر الى هزائم والانتصارات الى انكسارات ، ليقدم الشعب المصرى دليلا جديدا على أن ارادته لن تلين ، وأن قوته فى مواجهة أعدائه لن تفتر ، وأنه أكبر من كل محاولات الخداع التى تمارسها قوى الشر الخارجية وأعوانها فى الداخل. وستظل تواريخ 25 ابريل و6 اكتوبر وغيرهما من تواريخ الانتصارات ناصعة فى تاريخ بلادى ، تشع حروفها نورا ليضيء للأجيال القادمة طريق التحرر من الفكر الهدام والأهداف غير السوية ، لتظل مصر فى تقدم وازدهار وفى انتصار متواصل على كل أعدائها، بقوة وإرادة شعبها ، وحماية قواتها من الجيش الباسل والشرطة الوفية. [email protected]