الزفزاف: الجالية المصرية أقدم جاليات اليونان وموجات الهجرة تعود لعام 1954 من القرن الماضي اليونان تؤيد القضايا العربية وخاصة الحقوق الفلسطينية المصريون في الخارج رصيد اجتماعي ورصيد إنساني لمصر في أوقات الأزمات علينا أن نعترف بقصور الخطاب الإعلامي الموجه للخارج ناقشنا العديد من المبادرات لدعم الاقتصاد المصري داخل الجالية وتحويلات المصريين في اليونان لم تتوقف الشهادات الدولارية فكرة جيدة ولكن البعد الإنساني والرؤية جيدة لمنظومة الهجرة والمهاجرين أهم بكثير نطالب بمركز معلومات للمهاجرين تتوفر به كافة البيانات عن المصريين في الخارج -2000 مريض بتكلفة 45 ألف يورو للفرد من أبناء الجالية استفادوا من برنامج علاج فيروس سي العلاقات بين مصر واليونان من أقدم العلاقات بين بلدين في العالم إذ يعود تاريخها إلي ما قبل الميلاد بنحو 300 عام وتعود إلى نشأة الإسكندرية من قبل الإسكندر الأكبر، وتوجد في مصر جالية يونانية كبيرة العدد، وبالمثل توجد في اليونان جالية مصرية كبيرة، صدى البلد خلال جولته بالعاصمة اليونانية أثينا التقى أمين عام اتحاد الجالية المصرية في اليونان والذي أكد على دور أبناء الجالية في نهضة المجتمع اليوناني وسمعتهم الطيبة وكيف ينظرون لمختلف قضايا الوطن واستعدادهم لخدمة مصر في كل الأوقات بما يتاح لديهم من إمكانيات. الدكتور محمد الزفزاف أمين عام اتحاد الجالية المصرية باليونان قال إن العلاقات المصرية اليونانية علاقات لها خصوصيتها لأنها قائمة على الصلة بين الشعبين أكثر من الجانب الرسمي واصفا إياها بالتاريخية ولها روابط ضاربة في جذور التاريخ وتشابك في المصالح وهو ما جعل هذه العلاقة خاصة جدا. انعكست على المصالح الجيوسياسية أيضا بين البلدين. وتابع الزفزاف في حواره مع "صدى البلد" أن مصر مرت بظروف صعبة جدا خلال الفترة الماضية وكانت اليونان الدولة الوحيدة الأوروبية التي ساندت مصر بعد ثورة يونيو 2013 والتي زارها الرئيس عدلي منصور خلال فترة رئاسته وكانت الدولة التي لم تستخدم مصطلحات الاتحاد الأوروبي المعنية بحجج حقوق الإنسان وذلك لقربها من الواقع المصري ومعرفتها به عن قرب وحقيقة ما يدور فيها. وشدد الزفزاف على أن مصر واليونان كانتا دولة واحدة في فترات متعددة من التاريخ وهو ما خلق جوا من الألفة بين الشعبين حيث لا يمكنك أن تجد يوناني له عدائية من الشعب المصري وكذلك لا تجد عدائية لمصري داخل اليونان من الشعب اليوناني وأشار إلى محاولة بعض الأقلام المسمومة من التصعيد في بعض الفترات التي حدثت فيها اعتداءات على بعض المصريين في أثينا باءت بالفشل حيث كانت هذه مجرد أحداث فردية والمعتدين لم يعرفوا أن المصابين مصريين ولكنها كانت اعتداءات عشوائية وهو ما قوبل باستياء كامل وإدانة من الشعب والحكومة اليونانية تجاه ما حدث. وعن دور الجالية المصرية أكد الزفزاف أن الجالية المصرية هي أقدم جالية وبدأت موجات الهجرة المصرية منذ عام 1954 في القرن الماضي وهناك موجة ثانية قدمت في الستينات وموجة ثالثة في السبعينيات ثم الثمانينيات من القرن الماضي مشيرا إلى أن هناك أعداد لا بأس بها من المصريين متزوجين من يونانيات وهناك جيل ثاني من الأبناء متميزون ويحتلون مراكز متقدمة في الجهاز الإداري في اليونان وهناك من وصل من اليونانيين الذين ولدوا في مصر إلى مناصب الوزراء إضافة لعضوية جمعية إدارة مكتبة الإسكندرية والتي تضم شخصيات كبيرة جدا وهناك أيضا زيجات بين مصريات ويونانيين وهناك ترابط اجتماعي بين هذه الأسر وهو ما خلق جوا من التقارب بين الشعبين والحكومتين. وأضاف أن هناك تشاركية بين القاهرةوأثينا في المصالح السياسية والاقتصادية وتلعبان دورا هاما في التعاون بين القارتين الإفريقية والأوروبية والعالم العربي حيث أن اليونان مدخل مصر إلى البلقان ومصر مدخل اليونان إلى إفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربي واصفا اليونان بأنها أحد نقاط التوازن في حل القضية العربية حيث إنها دائما ما ساندت القضية الفلسطينية في المحافل الدولية كما أن مصر تساند اليونان في التوصل لحل للقضية القبرصية ومصر لم تعترف بانفصال شمال قبرص إلى الآن. ولفت إلى دور الجالية المصرية الكبير في تأسيس مجلس الجاليات العربية والذي مارس ضغوطا من اجل أن يعترف البرلمان اليوناني بالدولة الفلسطينية مشيرا الى انه المجلس الوحيد في أوروبا من نوعه. وطالب الزفزاف بألا تقف العلاقة بين مصر واليونان عن مرحلة العلاقات المتميزة فقط بل طالب باستثمار هذه العلاقات في خلق تعاون اقتصادي متميز وأن تكون اليونان بوابة مصر لأوروبا وصوت لتوصيل الصورة الصحيحة عما يحدث في مصر. ولفت الى ان هناك قصورا في الخطاب الإعلامي الموجه للخارج حيث لا تستطيع وسائل الاعلام المصرية شرح ما يحدث في مصر ضاربا مثلا بهذا القصور من خلال ما حدث في البرلمان الأوروبي حيث ان قراره وتوصياته يتم رفعها للمجلس الأوروبي ولم يتم التحرك إعلاميا وسياسيا ولم يتم شرح وجهة النظر المصرية وتفنيد الصورة السلبية وشدد على ضرورة خروج الإعلام المصري من الاطار المحلي ومخاطبة الخارج بشكل افضل وشرح الواقع المصري وتسليط الضوء على الانتهاكات الأوروبية في مجال حقوق الانسان. وعن مساندة الجالية للاقتصاد المصري شرح انه تم مناقشة العديد من المبادرات داخل اتحاد المصريين باليونان حيث ان القاسم الأعظم من أبناء الجالية عمالة اقتصادية وترسل كل ما تجمعه عبر تحويلات لأسرهم في مصر والاستثمار في الشهادات الدولارية مقصور على الشرائح ذات الدخل المرتفع. واثنى الزفزاف على فكرة الشهادات الدولارية محذرا من التعامل مع أبناء الجالية من منظور واحد فقط وهو الادخار ولكن يجب التعامل معهم من خلال البعد الإنساني ورؤية جيدة لمنظومة الهجرة والمهاجرين من خلال ربطهم باستراتيجية التنمية ومناقشة متطلبات أبناء الجالية في إعادة الاندماج فالبعض من أبناء الجالية يرغبون في العودة لمصر والعيش هناك في آخر أيامهم. وطالب بمركز معلومات للمهاجرين تتوفر به كافة البيانات عن المصريين في الخارج بغض النظر عن الواجب الوطني الخاص بالشهادات الدولارية والوعاء الادخاري متمنيا ان تقوم وزيرة الهجرة بزيارة اليونان قريبا. وقال ان الاتحاد الرسمي الوحيد للمصريين في اليونان هو اتحاد الجالية المصرية وهو منظمة مجتمع مدني ومسجل قانونيا في اليونان ويقدم خدمات للمصريين في اليونان مؤكدا أن القضية في الخارج ليست قضية التمثيل ومن يمثل المصريين بقدر ما أن يكون هناك استراتيجية للهجرة ودمج للمصريين في الخارج بقضايا الداخل لتوير الخبرات والدعم والا سيحدث ما حدث منذ وزارة "البرتو برسوم سلامة" في عهد الرئيس السادات والتيي عنيت أيضا بشؤون المصريين في الخارج وتوضيح أن المصريين في الخارج رصيد اجتماعي ورصيد انساني. وحول مطالب المصريينن في الخارج قال إن إعادة الاندماج وتسهيل إعادة الاندماج في المجتمع المصري وضرورة وجود إدارة لتسهيل الأمور الحياتية للمهاجرين وتوفير وحدات سكنية وقطع أراضي للمصريين بالخارج مثل أبناء الداخل مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي ينفذ سلسلة من التسهيلات مع مواطنيه الذين يعيشون خارج نطاق الاتحاد الأوربي. وعن أهم المجالات التي تعمل بها الجالية المصرية في اليونان قال انها تتركز في مجال المعمار وهناك مصريون يعملون في قطاع الصيد والذي يعد مقتصرا على المصريين على مدى سنوات طويلة وسمعة الجالية المصرية طيبة وولائها العام هو لمصر وليس بينهم تيارات سياسية معادية لمصر أو انتماءات كما انهم جالية مسالمة ولا ترتكب جرائم كما أن المصريين خلقوا صداقات قوية مع أبناء المجتمع اليوناني. وعن سبل التواصل مع المسؤولين في مصر قال إن الجالية مرتبطة مع مصر من خلال القنوات التليفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي وقرب المسافة يتيح السفر سنويا للأهل في مصر ومباشرة المصالح ومطالب الجالية المصرية معظمها مطالب قنصلية. وقال إن الجالية نجحت في توفير الدعم لبرنامج مشترك بين الاتحاد وجامعة أثينا لعلاج مصابي فيروس سي منذ 2006 من خلال الفحص الدوري الطبي لأبناء الجالية القادمين من مصر والمقيمين وعدد من استفادوا من هذا البرنامج حوالي 2000 مريض بكلفة 45 الف يورو للفرد الواحد من خلال التأمينات ومساعدات شركات الأدوية. ويتم العلاج خلال 3 شهور. وأوضح أن هناك ترابطا في النسيج بين المصريين سواء مسيحيين او مسلمين ومثلي الكنيسة المصرية يحضرون أعياد المسلمين وكذلك يحضر المسلمون أعياد الكنيسة وهو ما اعطى انطباع لدى اليونانيين بقوة الجالية وهناك تشاور دائم بين أبناء الجالية وأبناء الجاليات العربية والجاليات الأجنبية. وقال إن الجالية المصرية اصطفت لاستقبال الرئيس السيسي خلال وضعه الأكاليل أمام البرلمان اليوناني وما كان يهمهم إجراء اللقاءات بين الرئيس مع المسؤولين اليونانيين كما أن الجالية كانت من كبار المؤيدين للرئيس السيسي في الانتخابات. وعن استحقاقات المصريين في اليونان قال إن الاتفاقية تقول إن من لديه 300 يوم تأميني يمكنه تحويل معاشه لمصر ومشاكل التحويلات كانت بسبب الأزمة التي تعيشها اليونان وخلال الشهر الماضي شهدت الأزمة انفراجة حيث تم تحويل 200 ألف يورو إلى مصر والقانون ساري وهناك تحويلات ولكن الوضع الاقتصادي له تأثيره. وانتقد موجات الهجرة الغير شرعية التي تتوجه لليونان متهما الدول المصدرة للهجرة بأنها تحاول تصدير المشكلة للشاطيء الآخر وحالة الحروب في الشرق الأوسط والأوضاع الاقتصادية في منطقة البحر المتوسط كلها تؤدي إلى التأثير على اليونان وسوء إدارة الاتحاد الأوروبي للأزمة زادت منها كما أن استمرار الحرب في الشرق الأوسط سبب رئيسي للأزمة والاتحاد الأوروبي يواجه أزمة أخلاقية حيث ان مليون مهاجر ليست مشكلة لأوروبا ولكن اليونان يعاني حيث انه البوابة الرئيسية. ووجه رسالة للشعب المصري بأنه لابد ان يترك الخلافات الداخلية ويحافظ على مصر لأننا نعيش في منطقة بها مخاطر كثيرة ومن يعيش في الخارج يعرف ذلك جيدا حيث يعلم قدر ما يحاك لنا في الخارج وقيمة مصر كبيرة .