* الصداقة بين عمر الشريف وأحمد رمزى استمرت 60 عاما * الصداقة بين إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبياري "قصة كفاح" * علاقة شادية بفاتن حمامة نموذج للصداقة الحقيقية * صداقة وأبوة بين صلاح جاهين وسعاد حسنى لم تقتصر الصداقة بين الفنانين على نجومنا الآن، بل كانت بين نجوم الزمن الجميل، فعلى الرغم من أنهم كانوا يتنافسون على تقديم فن حقيقي ممتع، إلا أن هذا الصراع لم يمنعهم من تكوين صداقات قوية راسخة بعيدة عن مشاحنات العمل الفني. "صدى البلد" يرصد في التقرير التالي أهم وأشهر قصص الصداقة بين نجوم الزمن الجميل، وكيف بدأت، ويلقي الضوء على عوامل استمرار بعضها.. عمر الشريف وأحمد رمزى كانا زميلى دراسة بكلية فكتوريا بالإسكندرية، وبدأ أحمد رمزي يتشبع بحب وعشق الفن من خلال أحاديث صديقه ورفيقه عمر الشريف. وأصر الشريف على أن يدمج صديقه في عالم الفن، فرشحه للمخرج حلمي حليم مخرج فيلم "أيامنا الحلوة" ليقف أمامه هو وفاتن حمامة وعبد الحليم حافظ، ويفاجأ الجميع بأنه فنان موهوب بالفعل وتستمر الصداقة بينهما رغم حدوث بعض الخلافات التى أدت للقطيعة بينهما، والتي استمرت 8 سنوات من خلال انتشار شائعة بأن أحمد رمزي يحب فاتن حمامة، وعندما وصل ذلك لزوجها الفنان عمر الشريف أخذ يضرب صديقه أحمد رمزي بقسوة في أحداث فيلم "صراع في الميناء"، حيث كان الدور يتطلب الضرب ولكن الشريف تمادى في ضربه بشكل عنيف. وعندما علم الشريف بحقيقة الأمر، عادت العلاقة إلى سابق عهدها بل وزادت أوصالها لتستمر إلى 60 عاما، وعندما علم عمر بالضائقة المالية التي كان رمزي يمر بها في أواخر أيامه، رشحه للاشتراك معه في مسلسل "حنان وحنين"، والذي اعتبر العمل الأخير الذى اشتركا فيه معا، حيث دفع عمر من جيبه الخاص 150 ألف جنيه لأحمد رمزي. وعندما رحل أحمد رمزي قال عمر الشريف: "لم أعد أرغب في العيش في القاهرة، فقد قصم ظهري برحيل أحمد رمزي". فاتن حمامة وشادية لم تتنافسا على النجومية أو الشهرة، فلكل منهما مكانة معينة وأسلوب خاص في فنه وانتشاره، وبالتالي جمعت بين فاتن وشادية منافسة شريفة وصداقة راسخة، ولم يكن الفن هو القاسم المشترك بينهما فقط، فقد اجتمعتا أيضا في النسب والمصاهرة، حيث تزوجتا من أسرة واحدة وهي أسرة "ذو الفقار". وقد اشتركت الفنانتان معا في عملين فنيين فقط، الأول فيلم "المعجزة" عام 1962 للمخرج حسن الإمام، وعام 1953 جمع بينهما المخرج عز الدين ذو الفقار في فيلم "موعد مع الحياة". وحول هذا، قالت الفنانة شادية في أحد أحاديثها الإذاعية: "كانت أحداث الفيلم تتطلب أن تغني معي فاتن في دويتو أغنية "ألو.. ألو" ووجد المخرج صعوبة بالغة في إقناع فاتن بأن تغني، وقمت بحفظ الدويتو كاملا مع ملحنه منير مراد، ثم بدأت أغنيه عدة مرات أمام فاتن حتى استطعت بطريقة غير مباشرة أن أجعلها تقترب من اللحن وتردده معي بتلقائية وبدون خوف أثناء فترات الراحة، وعندما بدأنا التسجيل فوجئ الملحن بأنها تحفظه جيدا. صداقة وقصة كفاح بين الإبياري وإسماعيل ياسين عندما قدم الشاب إسماعيل ياسين "خالي الوفاض" إلى القاهرة قادما من محافظة السويس، عمل في كثير من المهن، فعمل "منادي سيارات" بشارع عماد الدين، حيث كبار المؤلفين وأشهر متعهدي الأفراح، إلى أن التقى بالشاعر والسيناريست ومؤلف الأغاني والكاتب الصحفي أبو السعود الإبياري، وتعرف على قصته ومعاناته وتعاطف معه وتوسم فيه أيضا فنانا واعدا وعرفه على كبار أهل الفن أمثال نجيب الريحاني وبديع خيرى. وتوسط الإبيارى لإسماعيل للعمل في كازينو بديعة مصابني، والذي كان فاتحة خير لإسماعيل ياسين، ليؤسس معه فرقة مسرحية قدما من خلالها 65 عملا مسرحيا، وجمعت بينهما صداقة قوية كانت الأشهر بين الوسط الفني آنذاك، وسانده في رحلة كفاحه وكتب له أشهر المونولوجات التي كانت سببا قويا في شهرته واعتلائه عرش المونولوج لما يقرب من نصف قرن. صداقة وحب من نوع خاص بين السندريلا وصلاح جاهين جمع بينهما كثير من الأمور المشتركة، وتعرفت سعاد حسنى على الشاعر صلاح جاهين والرسام والكاتب الصحفي المتقد الموهبة صاحب الرصيد الزاخر بأشهر الأعمال وأهم الرباعيات والتقيا معا على هدف واحد، وهو البحث في أسرار الآخر ليخرج جاهين من السندريلا أروع وأصدق المعاني، وبالتالي كانت سعاد حسني بالنسبة لجاهين كتابا مفتوحا وتعمق فيه ليخرج منه أعمالا فنية اعتبرت من أهم كلاسكيات الفن المصري بل والعربي. لم تكن تلك الرحلة مقتصرة على البحث عن الفن المتقد فيها فقط، بل تعدت ذلك بكثير ليحدث الانصهار والذوبان في الكثير من الأمور، ويحدث حب وتواصل من نوع خاص، وهو حب الأبوة، وتستمر تلك العلاقة الأبوية إلى أن رحل صلاح جاهين في عام 1986 وتصاب السندريلا بانعدام الوزن وفقدان الثقة والاكتئاب. صداقة قوية بين الثلاثي الأشهر اتشرت علاقة صداقتهن في الوسط الفني وانتشرت من خلال حرصهن الشديد على الإبقاء على تلك العلاقة القوية راسخة متينة في مواجهة كل الأعاصير، فقد جمعت الصداقة القوية بين ميرفت أمين ورجاء الجداوي ودلال عبد العزيز، وتقاربن معا في الرؤى وجمعت بينهن المناسبات سواء الأفراح أو الأحزان، فعندما رحلت والدة الفنانة ميرفت أمين منذ أكثر من عامين ساندتها رجاء ودلال. وكذلك عندما توفى زوج رجاء الجدواي في الشهر الماضي كانت دلال عبد العزيز وميرفت أمين من أوائل من وقفن يتلقين العزاء في الفقيد، وذلك لدعم صديقتهما التي لم تستطع الصمود وتلقي العزاء بعد فقدها زوجها ورفيق رحلة زوجية مستقرة استمرت ما يقرب من 40 عاما.